قراءة في كتاب المجتمع المثالي الذي ننشده – إيحاءات من صلاة الجماعة
يحلم المسلم الحر بمجتمع مثالي خالٍ من الظلم والافساد، ويتمتع أفراده بقدر كافٍ من الحرية، ويعيشون في عزة وكرامه، ويلمسون فيه الأمن والأمان. هذه الأحلام قد تبدوا لكثير من المسلمين بعيدة المنال، صعبة التحقق، في الوقت الذي يرى فيه المسلم أغلب المجتمعات المسلمة تقبع في تشتت وتمزق وضعف، واستكانة للظالم المتجبر، ويتسلل إلى قلبه شيء من اليأس من تحقق هذا الحلم حينما يرى الظالمين يعيثون في هذه الأوطان الفساد، ويسومون أهلها سوء العذاب. أصابت هذه الصورة المتدهورة للمجتمعات المسلمة كثير من أفراد هذه المجتمعات بحالة الشعور بالعجز، وتربعت على قلوب البعض الأخر حالة الاستسلام والرضوخ للظلم، ودفعت الكثيرين منهم إلى انتهاج ثقافة التأقلم مع الفساد والتكيف معه.
كتاب (المجتمع المثالي الذي ننشده – إيحاءات من صلاة الجماعة) هو محاول لاستعراض معالجات الإسلام في انشاء مجتمع مثالي يقوم على التعايش والتعاون والاتحاد، مليء بكل ما هو جميل، وذلك من خلال التنقيب في صلاة الجماعة للبحث عن إيحاءات من شأنها أن تذكرنا بما أُريد لنا أن ننساه أو نجهله من معالم المجتمع المثالي الذي كان الجيل الأول ينعم به، وأن تروضنا على تشريعات وسنن تضمن لنا العيش في مجتمع مثالي خالي من العيوب والتناقضات. وعندما ننتهي من قراءة هذا الكتاب سنجد أن صلاة الجماعة تمتلك إيحاءات واضحة وجلية تكاد تكون معالم بارزة في طريق انشاء هذا المجتمع لا يمكن اغفالها او تجاهلها، ولن ننظر إليها بعد ذلك على أنها فقط عبادة مقتصرة على القيام والركوع والسجود الجماعي، خاوية من معاني أخرى عظيمة، أشار إليها ربنا تبارك وتعالى بقوله: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} (العنكبوت – الآية 45).
إن هذا الكتاب عبارة عن نظرة عميقة في صلاة الجماعة وربط أحكامها بالأحكام المتعلقة بالدولة المسلمة والمجتمع المسلم وبتلك المنظِّمة لعلاقة الحاكم برعيته، والرعية بحاكمها، وهو مقارنة بين الأحكام المتعلقة بالمسجد وبصلاة الجماعة وبالإمام والمأمومين، وتلك الاحكام المرتبطة بالحياة اليومية في المجتمع المسلم، وإظهار التشابه الكبير في كثير من هذه الأحكام.
في هذا الكتاب دفعة قوية للمسلم ليستمد من صلاة الجماعة واجباته تجاه وطنه ومجتمعه ونحو حاكمه، ويعرف حقوقه من هذا الحاكم. وكذلك هو للحاكم المسلم، بأن يجعل من صلاة الجماعة تذكير يومي بحقوقه وواجباته نحو وطنه ورعيته. فينطلق الجميع – الحاكم والمحكوم، الراعي والرعية – وفق هذه الرؤية التي يستمدها الجميع من ممارستهم لصلاة الجماعة في اليوم خمس مرات – إلى تأسيس علاقة صحيحة وسليمة بينهم، فيتأسس بذلك المجتمع المنشود الذي أراده الله سبحانه وتعالى.
لقراءة الكتاب انقر هنا