8. أدوات جمع البيانات والمعلومات
تحديد الأداة المناسبة يعتمد على مقارنة تلك الأدوات المتاحة وتحديد المناسب من بينها، بناءً على طبيعة مشكلة البحث والمنهجية المستخدمة في الدراسة، إضافة إلى نوع البيانات والمعلومات المطلوبة للاستفادة منها في الإجابة على الأسئلة واختبار الفرضيات الخاصة بالبحث قيد الدراسة.
قد تعتمد بعض الدراسات على أكثر من أداة في جمع البيانات، وفقاً لإمكانات الباحث. عل سبيل المثال: يمكن للباحث استخدام المقابلة والاستبيان في جمع المعلومات المطلوبة للدراسة وتحقيق أهدافها.
أولاً: أسلـــوب الملاحظــة في جمــع البيانــات
استخدم الانسان أسلوب الملاحظة عبر مراحل تطور التاريخ الإنساني، من خلال استخدام الحواس في فهم طبيعة الأشياء والتعبير عنها بشكل بيانات يمكن ربطها بأحداث مماثلة، وإخضاعها للتأمل والتفكير قبل الميول إلى تبني موقف أ ورأي تجاه تلك الأشياء.
وتقو الملاحظة على دراسة ظاهرة ما من خلال إخضاعها للمشاهدة والمراقبة، بهدف جمع البيانات والمعلومات التي يتم الاعتماد عليها في الوصول إلى حلول ومعالجات لتلك الظاهرة.
طبيعة المعلومات التي يتم جمعها من خلال أسلوب الملاحظة تعتمد بدرجة أساسية على الترتيبات في اختيار وتحديد الظاهرة، واختيار الأسلوب المناسب لرصدها، والاستفادة من معلوماتها في دراسة مشكلة البحث.
وتعد المعلومات التي تم جمعها مهمة كونها جمعت من مصادرها وبيئتها الفعليةـ وبأسلوب علمي منظم. لذلك فإن معلومات الملاحظة تكون واقعية وصحيحة، وبالتالي يمكن الاعتماد عليها في تحليل وتفسير متغيرات الدراسة والتعميم بنتائجها.
تعريــف الملاحظـــة:
تعريف مؤلف الكتاب: الملاحظة تعد من أقدم أدوات جمع البيانات والمعلومات، وأكثرها فاعلية، وهي تقوم على إخضاع ظاهرة محددة أو سلوك محدد للمشاهدة والمراقبة، ورصد ومراقبة تطوراته في وضعها الطبيعي، بهدف وصفها وتفسير متغيراتها، والوصول إلى نتائج محددة يمكن الاستفادة منها في بناء قواعد أو قوانين تحكم طبيعة الظاهرة قيد الدراسة، والاستفادة منها في حل مشكلات مشابهة مستقبلاً، وفي ظل ظروف ومتغيرات مشابهة.
اقرأ أيضاً: 7. أسلوب العينات في البحث العلمي
أنـــواع الملاحظــات:
أولاً: من حيــث درجــة الضبــط:
(1) ملاحظــة بسيطـــة (Simple Observation)
نوع الدراسات: يستخدم هذا النوع غالباً في البحوث والدراسات الاستكشافية، التي لا تتوفر معلومات كافية عن طبيعة الظاهرة قيد الدراسة.
سبب التسمية: وتسمى بسيطة كونها تُجرى في ظل ظروف عادية، ولا تخضع للترتيب أو للضبط، ولا تستخدم التسجيل أو التصوير في رصد الظاهرة ومتابعتها.
نتائجها: يستفاد منها في بناء وتحديد الدراسة ومتغيراتها بشكل محدد وواضح، مما يقود إلى متغيرات بحثية يتم دراستها وتحليلها من خلال الأسئلة أو الفرضيات المتعلقة بالدراسة قيد البحث.
(2) ملاحظــة منتظمــة (Systematic Observation)
نوع الدراسات: تستخدم في الدراسات الوصفية التحليلية، والدراسات التي تعتمد على اختبار الفرضيات في الوصول إلى نتائج محددة، تفسر طبيعة العلاقة بين المتغيرات التي تختص بها فرضيات البحث قيد الدراسة.
نوع المعلومات: يتميز هذا النوع من الملاحظة بتوفر لمعلومات الكافية عن طبيعة الظاهرة لدى الباحث، وبالتالي فإن الباحث يستخدمها للحصول على معلومات وبيانات محددة سلفاً.
ظروف التنفيذ: يتم إجراء الملاحظة المنتظمة في ظل توفر ترتيبات محددة، من حيث شروط الضبط، وتحديد مكان وزمان الظاهرة التي سيتم درايتها وجمع المعلومات عنها.
ثانياً: من حيــث أسلــوب تنفيذهـــا:
(1) ملاحظــة بالمشاركة
يقوم الباحث بالمشاركة ضمن أفراد الظاهرة قيد المراقبة والدراسة، وبالتالي زيادة فرص إمكانية الحصول على معلومات كافية عن متغيرات الظاهرة المدروسة.
العيوب:
هناك من يرى أن مشاركة الباحث قد يؤثر على سير الظاهرة باتجاه يتفق وميول الباحث، مما يقود إلى ظهور تحيز يؤثر على طبيعة سلوك الأفراد المشاركين في الظاهرة قيد الدراسة، وبالتالي التأثير على طبيعة المعلومات التي سيتم جمعها والاعتماد عليها في تحليل وتفسير المتغيرات الخاصة بالظاهرة قيد الدراسة.
(2) ملاحظــة بدون مشاركة
يمتاز ها النوع من الملاحظة بعدم مشاركة الباحث في الظاهرة قيد الدراسة، مما يتيح له رصد سلوك المشاركين بدون أي مؤثرات، وإعطاء حرية تامة للمشاركين في التعبير عن أدوارهم بصورة طبيعية، وبالتالي الحصول على معلمات صحيحة تعكس طبيعة الظاهرة ومتغيراتها.
العيوب:
- تعتمد المعلومات التي تم الحصول عليها بدرجة أساسية على قدرات الباحث في رصد وتسديل كافة مكونات سلوك الأفراد المشاركين.
- يخشى أن يعتمد الباحث على أدوات تسجيل وتوثيق غير مناسبة في رصد كافة أحداث الظاهرة، مما يؤثر سلباً على طبيعة المعلومات التي يتم جمعها.
للحد من تلك العيوب:
- يمكن للباحث التغلب عليها من خلال إجراء التدريب المناسب للباحث.
- تحري اختيار وسائل التسجيل والرصد المناسبة لأحداث وسلوك الظاهرة قيد الدراسة ومتغيراتها.
الاستفادة من تطورات التقنيات ووسائل التواصل الإلكتروني في الاعتماد على وسيلة مناسبة.
اقرأ أيضاً: 6. مناهج البحث في البحث العلمي
ثالثاً: من حيــث التنفيـــذ:
(1) ملاحظــة فرديــــة
يتم تنفيذ الملاحظة من قبل شخص واحد.
(2) ملاحظــة جماعيـــة
يتم تنفيذ الملاحظة من قبل مجموعة أشخاص.
وفي كلا النوعين، يجب مراعاة الترتيبات اللازمة لتنظيم وتحديد طبيعة الظاهرة بدقة، وكذا الترتيب لاستخدام الوسائل الحديثة لتسجيل المعلومات وحفظها، ليتم الاستفادة منها لأغراض التحليل والدراسة.
رابعاً: أنـــواع أخــــرى:
(1) من حيث التحديد | (2) من حيث البيانات | (3) من حيث الفترة |
ملاحظة محددة، وملاحظة غير محددة | ملاحظة كمية منظمة، وملاحظ نوعية غير منظمة | الملاحظة طويلة، الملاحظة القصيرة |
(4) من حيث المجــال | (5) من حيث إجراءات التنفيذ |
ملاحظة ذات المجال الواسع، ملاحظة ذات المجال المحدود | الملاحظة العلنية – الملاحظة السرية |
الخطــوات الأساسيــة لإجــراء الملاحظــة:
- تحديد دقيق للهدف من تنفيذ الملاحظة، بالاستفادة من المعلومات المسبقة عن الظاهرة قيد الدراسة.
- تحديد دقيق للأفراد مجتمع الدراسة، ومعرفة خصائصه.
- التخطيط لإجراء الملاحظة، ويراعى في التنفيذ بدون شعور المشاركين.
- التدريب المناسب للباحث للحد من التحيز، خاصة في حالة الملاحظة بالمشاركة.
- تحري الموضوعية والدقة في رصد سلوك الظاهرة، ومتابعة سيرها بكل نزاهة.
اقرأ أيضاً: 5. خطوات البحث العلمي
مزايــا وعيــوب الملاحظــة:
مزايـــا الملاحظـــة
- تعتبر الملاحظة من أقدم أدوات جمع المعلومات وأكثرها دقة في جمع المعلومات، كونها تجمع مباشرة مع الواقع الفعلي للظاهرة قيد الدراسة.
- وسيلة مناسبة في الحصول على معلومات تفصيلية عن سلوك الظاهرة ومتغيراتها في وضعها الطبيعي.
- تعتمد معلوماتها على ما يدليه المبحوث، إضافة إلى تلك المعلومات التي تعبر عنها من خلال سلوك المشاركين وتصرفاتهم في الواقع الفعلي.
- تعتبر من أنجح الأساليب، في الحالات التي لا يمكن استخدام الأساليب الأخرى، مثل المقابلة والاستبيان في دراسة الظواهر الاجتماعية التي يصعب الحصول على معلومات من الفئة المستهدفة.
- إمكانية توثيق أحداث سلوك الأفراد المشاركين، من خلال عدة وسائل حديثة والاستفادة منها في التحري عن معلومات محددة.
- مناسب في دراسة بعض الظواهر التي تحتاج على متابعة نمو وتطور الظاهرة.
- احدى الوسائل الفعالة في جمع معلومات نوعية، خاصة في الدراسات الأثنوجغرافية (دراسة الأعراق البشرية)
عيـــوب الملاحظـــة
- يعصب استخدامها في دارسة بعض الظواهر المعقدة والمتشعبة.
- صعوبة تحديد وقت حدوث الظاهرة، خاصة في الحالة الظواهر الطبيعية، مما يعيق الباحث من جمع البيانات والمعلومات في الوقت المحدد.
- يصعب استخدامها في دراسة بعض المواضيع الحساسة، مثل العلاقات الزوجية، أو مشاكل الثأر في المجتمعات القبلية.
- تعتمد على قدرات الباحث، وأدوات تسجيل أحداث الظاهرة في رصد المعلومات المطلوبة، وكلاهما قد يغفل بعض المعلومات الهامة.
- يتطلب وقتاً وجهدا أكثر، وتكاليف أعلى للإعداد والترتيب للمقابلة.
- قد يتعرض الباحث للخطر أثناء تنفيذ الملاحظة، مثل دراسة حالات السجناء، والأمراض النفسية …. الخ.
- تحيز الباحث في توجيه سلوك الأفراد المشاركين والتأثير عليهم في اتجاه يحقق رغبة وميول الباحث.
- تحيز المبحوثين في حالة إدراكهم بأن سلوكهم تحت الرقابة والملاحظة، وبالتالي قيامهم بسلوك قد يؤثر على صحة المعلومات التي تتم جمعها.
ثانياً: المقابلـــــة (Interview)
تعتمد المقابلة على أسلوب الحوار الشفوي / المكتوب بين الباحث من جهة وبين المبحوث من جهة أخرى، وقد تتعدد أطراف الحوار لتضم عدة أشخاص في كل طرف، بحسب الحاجة وطبيعة وأهداف الدراسة.
وتقوم المقابلة على معلومات يدلي بها المبحوث خلال الحوار الذي يتم مباشرة، أو عبر وسيلة تواصل محددة، أو من خلال طرف ثالث (خلال المقابلة يقوم الباحث بطرح مجموعة أسئلة على المبحوثين، وتدون الاجابات أو تسجل، بناء على تنسيق وإذن مسبق مع من يدلي بالمعلومة المطلوبة.).
ويمثل أسولب المقابلة أهمية بالغة، كون معلوماتها تتميز بملامستها لواقع الظاهرة قيد الدراسة، بالإضافة إلى ميزة الحصول على المعلومة بصورة آنية وبمجرد الانتهاء من المقابلة.
ويمكن استخدام المقابلة حاليا باستخدام التقنيات الحديثة، مثل الهاتف والانترنت ووسائلا تواصل الاجتماعي … الخ.
تعريف المقابلـــة:
تعد المقابلة أداة علمية من أدوات جمع البيانات والمعلومات، من خلال حوار شفهي أو مكتوب، يجري بين الباحث والمبحوث، باستخدام مجموعة من الأسئلة، وتسجيل الإجابات، أو تدوينها، بهدف الحصول على معلومات محددة، يتم الاعتماد عليها في دراسة وتحليل متغيرات البحث قيد الدراسة.
تعريف مؤلف الكتاب: المقابلة عبارة عن تواصل وتفاعل لفظي بين الباحث والمبحوث، يتم إجراءها من خلال أنواع المقابلات المتاحة، وذلك بهدف الحصول على إجابات لفظية لمجموعة أسئلة محددة، متعلقة بطبيعة البحث قيد الدراسة.
المقابلة وأدوات جمـع البيانـات الأخـرى:
رغم تنوع أدوات جمع البيانات، إلا أن جميعها يشترك في الآتي:
- يعتمد اختيار نوع الأداة على طبيعة المشكلة، التي يتم مناقشتها وعلاقتها بمنهجية الدراسة التي تلائم طبيعة تلك المشكلة، وتحقق أهداف الدراسة.
- يتم تنفيذ كل الأدوات المستخدمة وفقاً لإعدادات وترتيبات مسبقة.
- يتم الاعتماد على تلك الأدوات أو الوسائل في جمع المعلومات اللازمة للإجابة على أسئلة الدارسة واختبار فرضيتها.
تميـز المقابلـة عن غيرها من الأدوات الأخـرى:
المقابلـــة | الأساليب الأخرى |
تحتاج إلى إعداد وترتيبات مسبقة، حيث يتم تحديد مكا ووقت ونوع المقابلة، واشخاصها بناء على معرفة الباحث المسبقة، واعتماد تنفيذها على الحوار والتفاعل الشفهي واللفظي بين الباحث والمبحوث. | (الاستبيان) رغم أنها معدة مسبقاً، إلا أن الإجابة عليها لا تتطلب التفاعل والحوار اللفظي بين الباحث والمبحوث، وإنما يكتفي بكتابة الإجابة م قبل المبحوثين. |
يتجاوز دور الباحث دوره في الملاحظة، يشمل تدخله في الاستفسار، أو التصحيح للأسئلة، والتحكم في أحداث ومجريات الحوار | (الملاحظة) دور الباحث محدد في تسجيل السلوك والتصرف أثناء حدوث الظاهرة المحددة، أي أنه دوره محايد. |
تتميز المقابلة عن الملاحظة والاستبيان كونها لا تعتمد فقط على المعلومات التي يدلي بها المبحوث، وإنما تشمل أيضاً معلومات عن سلوك وتصرفات المبحوث، واعتمادها كمصادر داعمة في الحصول على البيانات والمعلومات اللازمة للدراسة.
اقرأ أيضاً: 4. أخلاقيات البحث العلمي
أنــواع المقابــلات:
أولاً: المقابلات من حيث طبيعتها:
(1) المقابلــة الفرديــة | (2) المقابلــــة الجماعيـــة |
تتم بين الباحث والمبحوث بإحدى الوسائل المتاحة، ومن خلال قائمة من الأسئلة الفردية أو المكتوبة، بهدف الوصول إلى معلومات آنية. | يشترك فيها مجموعة من الأشخاص، وتتم بين الباحث وعدة مبحوثين، أو بي عدد من الباحثين وعدد من المبحوثين، بهدف الوصول إلى معلومات. |
ثانياً: المقابلات من حيث تنظيمها:
(1) المقابلة الحـــرة | (2) المقابلة المقننة (المقيدة) |
لا يعتمد هذا النوع على أسئلة محددة مسبقاً، بل تترك اسئلتها لأحداث الحوار بين الباحث والمبحوث، وسير متغيراتها خلال وقت المقابلة. | تعتمد على بروتوكولات، يضم مجموعة من الأسئلة المعدة سلفاً، تتعلق بمتغيرات الظاهرة قيد الدراسة، وتتبع أسلوباً من الأسئلة، التي قد تشمل الأسئلة الغلقة أو المفتوحة أو مزيج من كليهما. |
إجــراءات تنفيــذ المقابلــة:
أولاً: الإجراءات القبلية للمقابلة:
خلال هذه المرحلة، يتم الاعداد والترتيب لبناء مسودة الأسئلة، وتحديد نوع المقابلة، ومقترح الأشخاص المنفذين لها. تشمل هذه الأمور العمليات والإجراءات التالية:
(1) إعـداد قائمـة الأسئلـة
نقطة البدء في بناء قائمة أسئلة المقابلة هي: تحديد متغيرات الدراسة، ومقارنتها بمشكلة ومنهجية الحث.
- فالدراسات التي تختص مشكلاتها بدراسة العلاقات بين المتغيرات، يسهل قياسها من خلال الأسئلة المقفلة.
- والدراسات التي تختص مشكلتها البحثية بدراسة العوامل والأسباب التفصيلية، تكون الأسئلة المفتوحة أكثر ملائمة لقياس متغيرات الدراسة.
- وفي بعض الدراسات يحرص الباحث على استخدام خليط من الأسئلة المقفلة والمفتوحة، بهدف زيادة فرص الحصول على معلومات كمية وكيفية عن طبيعة الظاهرة قيد الدراسة.
(2) بنــاء نــوع الأسئلــة
يقوم الباحث ببناء قائمة الأسئلة المطلوبة للدراسة، من خلال اتباع الخطوات الأساسية لبناء الأسئلة واختبار صلاحيتها.
القواعد الأساسية لبناء أسئلة المقابلة:
- يجب أن تكون الأسئلة محددة وسهلة الفهم ومحددة القياس.
- مراعات التدرج في عرض الأسئلة من السهل إلى الأكثر صعوبة، او من الخاص إلى العام.
- تصميم أسئلة محددة للقياس، وكلما كانت الأسئلة مغلقة، ساعد ذلك في الوصول إلى معلومات دقيقة وملائمة لأسلوب التحليل.
- التأكد من الصيغة اللغوية والفنية، من خلال عرض الأسئلة على مختصين في مجال الأساليب اللغوية والبيانية.
- إجراء التعديلات اللغوية والفنية، وإخراج قائمة الأسئلة بصورة نهائية لتكون جاهزة للاستخدام.
- إجراء اختبار تجريبي على عينة مماثلة لعينة الدراسة، للاستفادة منها في إجراء أي تعديلات أو مقترحات، وأيضاً لتحديد وقت المقابلة، ثم إجراء أية تعديلات على النسخة النهائية للأسئلة.
ثانياً: الإعداد للمقابلة:
هناك عدة عوامل يجب على الباحث القيام بها، بعضها يتعلق بمجرى المقابلة، والآخر متعلق بالإعداد والتنسيق لإجراء المقابلة.
عوامل تتعلق بمجرى المقابلة
يجب على الباحث:
- الإلمام الجيد بطبيعة الظاهرة وعلاقتها بأهداف الدراسة.
- الإلمام بطبيعة المعلومات المطلوبة، وتوزيعها على أسئلة المقابلة.
- الإلمام بمعلومات أساسية عن المبحوثين، ومراكزهم الوظيفية والجهات التي يمثلونها.
- امتلاك المهارات الأساسية لإجراء المقابلة. (قد يطلب الأمر إجراء تدريبات محددة)
- اتباع الأسلوب المناسب لطرح الأسئلة، بصورة تخدم الحصول على المعلومات المطلوبة.
- استخدام الأدوات المناسبة لتسجيل وتوثيق المقابلات، بعد الترتيب المسبق بالسماح بها مع المبحوث.
عوامل تتعلق بالإعداد والتنسيق لإجراء المقابلة
- التواصل المباشر مع المبحوثين، للتعريف بموضوع واهداف الدراسة، وأهمية المشاركة فيها، من خلال وسائل الاتصال متاحة، مع تقديم الشكر المسبق على التعاون، وطلب تحديد موعد المقابلة.
- إعداد جدول مزمن يمثل خطة لتنفيذ المقابلات المطلوبة، يوضح فيه المعلومات الأساسية للمقابلات، وأماكن إجراءها وأشخاصها.
- إعادة التواصل مع المبحوثين بوقت قريب من موعد المقابلات، وذلك للتأكيد على إجراء المقابلة في موعدها المحدد، بهدف تحاشي ظهور أي مستجدات تعيق إجراءها.
- توفير وسائل تسجيل المقابلات، مع مراعات توفر الموافقة المسبقة من قبل المبحوث.
- توجيه رسائل شكر وعرفان لكافة المشاركين في الدراسة الميداني، وذلك بعد الانتهاء من المقابلات،
ثالثاً: الأمور الواجب مراعاتها أثناء المقابلة:
- الحضور إلى مكان المقابلة بوقت كافٍ قبل موعد المقابلة.
- الظهور بمظهر لائق خلال المقابلة، لإضفاء طابع الجدية والرسمية.
- الإذن المسبق لاستخدام أدوات التسجيل أو التصوير أثناء المقابلة.
- إضفاء طابع المودة الحذرة، وعدم المقاطعة أثناء الإجابات.
- تأجيل الأسئلة التي تظهر الحاجة غليها أثناء المقابلة حتى النهاية، مالم تكن أساسية.
- عد الإصرار على الحصول على معلومات يتحفظ عليه المبحوث.
- الانتهاء من المقابلة بنفس الود الذي بدا الباحث به، مع تقديم الشكر والعرفات للمبحوث.
- توجيه رسائل شكر لكل المشاركين في الدراسة، وذلك بعد الانتهاء من المقابلات.
مميـــزات وعيــوب المقابلـــة:
المميـــزات
- ارتفاع نسبة الردود في الأسئلة المجاب عليها، والحصول عليها مبشرة بمجرد الانتهاء من المقابلة.
- إمكانية التأكد من إجابات الأسئلة بصورة صحيحة، من خلال التوضيح من قبل الباحث.
- المرونة في إضافة أو تعديل أسئلة وقت المقابلة.
- من أنسب الوسائل في جمع المعلومات في المجتمعات الأمية والأطفال.
- توثيق معلومات المقابلة من حيث الزمان والمكان والعنوان، ما يسهل الرجوع إليها حال الحاجة.
- يمكن تنفيذ المقابلة من خلال استخدام التقنيات الحديثة.
العيـــوب
- تكلفتها العالية من حيث الإعداد والتنفيذ.
- تعذر إجراء المقابلات مع المستهدفين في بعض الحالات.
- احتمالية تعرض الباحث للخطر في بعض الحالات.
- تحيز الباحث قد يؤثر على سير اتجاه المقابلة.
- تحيز المبحوث، إذا كانت الأسئلة تتعلق بأمور حساسة.
اقرأ أيضاً: 3. صفــات وخصائــص الباحــث العلمــي
ثالثاً: الاستبيـــان (Questionnaire):
تعد الاستبانة وسيلة فاعلة في جمع البيانات والمعلومات في البحث العلمي لسهولة إعدادها وتنفيذها، ومرنتها وإمكانية استخدامها في دراسات ومجالات مختلفة (مثل مجالات العلوم الاجتماعية ولاقتصادية والإدارية)، وإمكانية التعدد في أسئلتها وتكليفها المنخفضة.
والاستبانة عبارة عن قائمة من الأسئلة تتضمن متغيرات الدراسة التي يقوم بها الباحث، حيث تصمم أسئلتها بهدف جمع بيانات ومعلومات تمثل إجابات لتلك الأسئلة، والاستفادة منها في اختبار متغيرات الدراسة والوصول إلى نتائج محددة بشأنها.
تعريــف الاستبيـــان:
الاستبانة عبارة عن استقصاء منظم، ينفذ من خلال مجموعة أسئلة متنوعة (مقفلة ومفتوحة)، يتم إعدادها من قبل الباحث بعناية، لتلائم طبيعة الظاهرة قيد الدراسة، ويتم الإجابة عليها من قبل المبحوث، للحصل على المعلومات المطلوب، والتي يتم الاعتماد عليها في الإجابة على أسئلة الدراسة او اختبار فرضياتها، بهدف الوصول إلى نتائج محددة متعلقة بمشكلة البحث قيد الدراسة.
تعريف مؤلف الكتاب: الاستبانة عبارة عن مجموعة متكاملة من الأسئلة المنظمة والمرتبة، من حيث المحتوى، الصياغة، تعليمات الإجابة عليها، وطرق توزيعها على المبحوثين للإجابة عليها.
أنــواع الاستبــانة:
تتعدد أنواع الاستبانات تبعا لنوع الأسئلة التي تعتمد عليها.
(1) الأسئلة المغلقة
يختص هذا النوع من الأسئلة بالدراسات السببية والدراسات التطبيقية التي تركز على قياس المتغيرات المتعلقة بالظاهرة قيد الدراسة.
تتميز هذه الأسئلة بأنها سهلة وواضحة وتقيس متغيرات محددة، تكون الإجابة عليها محصورة بمقاييس محددة أمام كل سؤال، حيث يقوم الباحث باختيار أفضل الاختيارات من بين الإجابات المتاحة والتأشير عليها بناء على خبرته وتقديره.
ومن أمثلة ذلك: المقياس المتعدد (1 – 2 – 3 – 4 – 5) للإشارة إلى أهمية الأسئلة/ وقد يستخدم الأسلوب اللفظي (أوافق بشدة …. لا أوافق)، كذلك تستخدم الأسئلة ذات الإجابة: نعم أو لا، أو التعبير عن ذلك من خلال الأرقام (1 – 2) للدلالة على نفس المعنى والمقياس.
(2) الأسئلة المفتوحة
يختص هذا النوع من الأسئلة بالدراسات الوصفية والاستكشافية، حيث يقوم الباحث بوضع مجموعة أسئلة متعلقة بالعوامل التي تفسر طبيعة الظاهرة قيد الدراسة.
وتتطلب هذه الأسئلة جهداً ووقتاً أكثر في التعامل مع تصنيف المعلومات التي تم جمعها من المبحوثين، إضافة إلى تحليلها.
(3) الأسئلة المختلطة
يتم استخدام هذا الأسلوب في الدراسات التي تعتمد على المعلومات الكيفية والكمية في تحليل الظواهر المدروسة، والوصول إلى نتائج تفصيلية.
حيث يتم الاعتماد على مجموعة من الأسئلة المفتوحة وأخرى من الأسئلة المقفلة (المغلقة).
وغالبا ما يتم البدء بالأسئلة المغلقة في الجزء الأول من استمارة الاستبانة، بينما تكون الأسئلة المفتوحة في الجزء الأخير من الأسئلة.
خطوات تصميم استمارة الاستبانة:
قبل الشروع في تصميم أسئلة الاستبيان، يجب التأكد من العلاقة المباشرة بين مشكلة البحث ومتغيراتها وأسئلة الاستبيان، وعادة يتم تنظيم وتقسيم الاسئلة بشكل محاور رئيسية (أقسام)، لتغطي كافة محاور متغيرات الدراسة.
بعد ذلك يتم تحديد الوسيلة المناسبة لتوزيع وإعادة استمارات الاستبيان، والاستعداد لبناء، وإخراج النسخة النهائية من استمارة الاستبيان.
ويمكن إيجاز هذه المراحل الأساسية في الخطوات التالية:
أولاً: تعليمات وإرشادات | ثانياً: تحديد متغيرات مشكلة البحث | ثالثاً: تحديد نوع الأسئلة |
يقوم الباحث بإعداد رسالة تغطية مختصرة عن طبيعة الدراسة، وأهمية مشاركة المبحوث فيا، مع التأكيد على التزام الباحث بمعاملة كافة المعلومات بكل سرية. يلي ذلك كتابة التعليمات والإرشادات عن كيفية تملئة الإجابات وطريقة إعادتها بعد تعبئتها. | يقوم الباحث في هذا الجزء بتحديد دقيق لمشكلة البحث وربطها بالمتغيرات التي تشملها أسئلة وفرضيات البحث، والتعبير عنها من خلال أسئلة الاستبيان. | يتوقف تحديد أسئلة الاستبيان يتوقف على طبيعة الدراسة وعلاقتها بالمنهجية المستخدمة في البحث. |
اقرأ أيضاً: 2. مفاهيــم أساسيــة في البحــث العلمــي
مراحل تصميم أسئلة الاستبانة:
(1) بناء مجموعة الأسئلة المطلوبة
من خلال تحديد عدد من الأسئلة تغطي كافة متغيرات الدراسة، على أن تكون تلك الأسئلة مقترنة بالمقاييس المحددة التي تستخدم لقياس الأغراض المستخدمة من أجلها. ويجب أن تتصف تلك الأسئلة بالعوامل التالية:
- البساطة في التركيب اللغوي.
- الاختصار غير المخل في عبارات الأسئلة.
- الابتعاد عن الأسئلة التي تقيس أكثر من متغير في نفس السؤال.
- التدرج في الأسئلة بحيث يتم البدء بالأسئلة السهلة، ثم الأكثر صعوبة.
- الاعتدال في عدد الأسئلة.
- التنظيم والإخراج الملائم.
- الإخراج النهائي لقائمة الأسئلة.
اقرأ أيضاً: 1. البحث العلمي وخصائصه وأهدافه
(2) مراجعة مسودة أسئلة الاستبانة
خلال هذه المرحلة يتم مراجعة أسئلة الاستبانة بمرحلتين:
- تختص بمراجعة وتطوير قائمة أسئلة الاستبانة، من قبل خبراء لغويين.
- تختص بتقييم صلاحية مقياس الأسئلة في قياس الغرض الأساسي من وجودها.
(3) إجراء اختبار تجريبي للاستبيان | (4) اختبار الاستبانة احصائياً | (5) تطبيق الاستبيان |
في هذه المرحلة، يتم اخبار القائمة النهائية لأسئلة الاستبانة من قبل عينة مماثلة لعينة الدراسة الأصلية. | في هذه المرحلة، يتم إجراء الاختبارات الإحصائية المناسبة للتأكد من صدق وثبات الاستبانة. | في هذه المرحلة يتم ارسال عدد كاف من الاستبانة على أفراد عينة الدراسة المحددة من خلال الوسائل المتاحة. |
المرجع: ملخص من كتاب أساليب البحث العلمي في مجالات العلوم الإدارية د. عبدالرزاق محمد قايد علي المراني