أبحاث علميةملخصات

5. خطوات البحث العلمي

أولاً: مشكلـــة البحـــث (Research Problem)

المحتويات عرض

المشكلة عبارة عن مسألة أو موقف أو سلوك غامض، يحتاج إلى تفسير من خلال الدراسة، والوصول إلى معالجات وحلول محددة.

وتكمن أهمية مشكلة البحث كونها تمثل نقطة البدء بالبحث، وانطلاق الباحث في دراسته.

وتمثل المشكلة بالنسبة للباحث تساؤلات تدور في ذهنه، ترتقي إلى شعوره وإحساسه بوجود خلل ما، أو وجود قصور معين، ويعمل الباحث على فهم ذلك الخلل أو ذلك القصور، والعمل على تفسيره، من خلال التقصي الدقيق المعتمد على الخطوات والمناهج العلمية في الوصول إلى نتائج محددة.

وللوصول إلى ذلك، يقوم الباحث بعدة خطوات، بدأً بالشعور بالمشكلة وحتى حلها والوصول إلى نتائج محددة بشأنها.

1. الشعـــور بالمشكلــة:

وهي تركيز انتباه الباحث تجاه خلل ما أو نقص ما في مواقف أو سلوك لظواهر معينة، يرتقي ذلك الشعور إلى اهتمام الباحث بضرورة فهم أوجه القصور لتلك الظاهرة بشكل صحيح، من خلال اعتبارها أسئلة أ وفرضيات، يعتمد علبها الباحث، بهدف دراستها وفهمها بأسلوب علمي، والوصول إلى تفسيرات توضح طبيعة العلاقة بين المتغيرات تلك الظواهر.

مصــادر الحصــول على مشكلــة البحــث:

(1) خبرة الباحث العملية والعملية(2) القراءة المكثفة والدقيقة(3) الملاحظة الشخصية
(4) الاستشاريون والمتخصصون في مجال البحث العلمي(5) الأجهزة الرسمية وهيئات ومراكز البحث المتخصصة

العوامـل الأساسيــة لتحديــد مشكلــة البحــث:

(1) الأهمية العلمية(2) الواقعية(3) توفر المعلومات(4) الأصالة والحداثة [1]
[1] الأصالة: لم يسبق أحدٌ الباحثَ في دراسة البحث الذي يقوم به.   والحداثة: أن يكون موضوع البحث الذي سيقوم به حديث ويلبي التطورات والمستجدات للمواضيع المعاصرة.
(5) قابلية مشكلة البحث للاختبار والفحص بمنهج امبريقي(6) توفر الإمكانات والوسائل اللازمة
حيث مكن للباحث تطبيق خطوات البحث وقواعده العملية على مشكلة البحث، بناءً على الفرضيات واختبارها، والوصول إلى نتائج محددة، تعمل على تفسير العلاقة بين متغيرات الظاهرة قيد الدراسة.وتشمل المخصصات المالية، الوسائل المطلوبة لإجراء البحث، بالإضافة إلى توفر التسهيلات الإدارية اللازمة لإجراء البحث.
(7) عوامل متعلقة بالحث
وتشمل عوامل أساسية لا بد منها، وهي: أن يكون موضوع البحث ضمن اختصاص واهتمام الباحث.توفر القدرات الذهنية والعقلية ومهارات البحث الأساسية للباحث.تجسيد صفات الباحث العلمية وأخلاقيات البحث العملي.

أهميــة مرحلــة تحديـد واختيـار مشكلـة البحـث:

تكمن أهمية مرحلة تحديد واختيار مشكلة البحث في أنها توفر جهود الباحث في بقية مراجل وخطوات البحث.

وتكمن أهمية هذه المرحلة أيضاً في أنها تحقق المزايا التالية:

  1. توجيه الباحث نحو المسار السليم لدراسة مشكلة البحث.
  2. تحديد دقيق لطبيعة مشكلة البحث، وتحديد متغيراتها الأساسية، والتعبير عنها من خلال بناء الأسئلة أو الفرضيات التي يمكن اختبارها، والوصول إلى نتائج علمية محددة بشأنها.
  3. تحديد نوع الدراسة والمنهجية العلمية الملائمة لطبيعة الدراسة، وفي نفس الوقت تحديد الأداة المناسبة لجمع البيانات والمعلومات.
  4. تحديد مجتمع وعينة الدراسة، والاستفادة منهما في جمع المعلومات وتحليلها.
  5. يستطيع الباحث – في هذه المرحلة –تحديد المحددات، الأبعاد الزمانية والمكانية للدراسة، والتكاليف المتوقعة لتنفيذها، والبرنامج الزمني المتوقع.
  6. تسهم في وضع تصورات عامة حول تحديد الأشخاص ممن لهم اهتمامات في مجال البحث، ويمكن أن يكونوا أشخاصاً مناسبين للإشراف أو المناقشة على ابحث الذي يقوم به.

2. صياغـــة مشكلـــة البحـــث:

تمثل صياغة مشكلة البحث المرحلة النهائية لإخراج المشكلة البحثية بصورة مناسبة للدراسة.

ويمكن صياغة مشكلة البحث من خلال أسلوب السؤال، أو من خلال الجمل والعبارات التقريرية التي تقود إلى النتائج المتوقعة.

وتكمن أهمية صياغة مشكلة البحث في فوائدها على بناء الإطار المفاهيمي للدراسة، الذي يتسق مع متغيرات المشكلة ومجالاتها النظرية المحددة.

عوامل تساعد في صياغة مشكلة البحث بصورة سليمة:

  1. أن تكون صياغة العبارات أو الأسئلة المتعلقة بمشكلة البحث بسيطة ومختصرة.
  2. أن تكون الصياغة واضحة ودقيقة ولا تحتمل أكثر من معنى.
  3. أن تتضمن صياغة المشكلة متغيرات الدراسة.
  4. أن تظهر الصياغة إمكانية دراستها واختبارها والوصول إلى نتائج محددة.

طــرق صياغـة مشكلــة البحــث:

قد تكون المشكلة على شكل جُمل أو عبارات، أو على شكل سؤال، أو على شكل فرضية قابلة للاختبار.

(1) العبارات اللفظيـــة: يستخدم هذا الأسلوب في دراسة المواضيع العامة، أو الدراسات الاستكشافية، حيث يحتاج الباحث إلى جمع بيانات ومعلومات متصلة بمشكلة البحث. مثال:

تتركز مشكلة البحث حول دراسة تدني المستوى التعليمي لطلاب جامعة صنعاء.

(2) على شكل سـؤال: يستخدم هذا الأسلوب عندما تكون مشكلة البحث واضحة لدى الباحث، حيث تكون لديه أسئلة محددة، يرغب في الحصول على إجابات عليها. مثال:

ما هي الأسباب الرئيسية لتدني مستوى التعليم بجامعة صنعاء؟

(3) بشكل فرضية: يستخدم هذا الأسلوب في مساعدة الباحث في الحصول على معلومات محددة تساعد في إثبات أو رفض وجود علاقة بيم تغيرات الفرضية. مثال:

توجد علاقة ذات دلالة إحصائية (+ أو -) بين المستوى الدراسي واستخدام الانترنت لدى طلاب كلية التجارة بجامعة صنعاء.

(4) بشكل فرضية صفرية: ويطلق عليها الفرضية العدمية. ويستخدم هذا الأسلوب في اختبار وجود علاقة بين المتغيرات، ثم قبولها في حالة أن تؤكد النتائج صحة العلاقة تلك. أما في حالة أن تكون النتائج غير مؤكدة لصحة العلاقة بين المتغيرات، فيتم رفض الفرضية الأساسية ونقبل بالفرضية البديلة التي تؤكد وجود علاقة بين المتغيرات التي تم اختبارها. مثال:

لا توجد علاقة بين المستوى الدراسي واستخدام الانترنت لدى طلاب كلية التجارة بجامعة صنعاء.

عناصر ارشادية للتأكد من سلامة صياغة مشكلة البحث:

  1. الوضوح والدقة في صياغة مشكلة البحث.
  2. الحداثة والأصالة في موضوع مشكلة ابحث.
  3. تحقيق إضافة علمية ومعرفية من خلال النتائج المتوقعة.
  4. أهمية موضوع مشكلة البحث على مستويات الفردية والمؤسساتية والمجتمع.

ثانياً: عنـــوان البحـــث (Research Title)

على الباحث اختيار عنوان البحث بدقة، كون العنوان يعكس موضوع ومحتويات البحث النظرية والتحليلية، وبالتالي فإنه يعمل على زيادة قيمته وجودته العلمية.

أي يجب أن يُظهر العنوان طبيعة الدراسة ومجلاتها النظرية والمنهجية التي تحقق الغايات الأساسية من قيامها.

وعنوان البحث يجب أن يكون أكثر تحديداً من موضوع البحث.

وتكمن أهمية البحث في كونه:

  • يمثل وسيلة علمية يعتمد عليها في التوثيق العلمي لدى مختلف الجامعات والمكتبات ومراكز الأبحاث.
  • يعد وسيلة للفت نظر الباحثين والمهتمين، وبالتالي تحفيزهم على قراءة محتوى البحث.

ولذلك يمكن للباحث كتابة العنوان بأحد الأشكال التالية:

بشكل مختصر بشكل طويل
في هذه الحالة يجب أن يكون العنوان دقيقا، وأن يتضمن مشكلة الدراسة ومجالاتها ومحدداتها الزمانية والمكانية بشكل مختصر. وفي هذه الحالة يتم تحديد العنوان الرئيسي بما يتضمنه من المعلومات الأساسية، وآخر فرعي يتضمن تفاصيل البحث، ويرتبط بصورة مباشرة بالعنوان الرئيسي.

مثـال:

تأثير المستوى الدراسي على استخدام الانترنت: دراسة تحليلية على طلاب كلية التجارة بجامعة صنعاء خلال الفترة (2010-2018).

العوامل التي يجب مراعاتها عند كتابة عنوان البحث:

  1. أن يكون العنوان دقيقاً، واضحاً، ومختصراً قدر الإمكان.
  2. أن يعتمد على لغة ومفردات ومكلمات سليمة.
  3. أن يعكس طبيعة الموضوع ومجالا لدراسة.
  4. أن يتضمن المحددات الموضوعية الزمانية والمكانية للدراسة.

ثالثاً: أهميــــة البحـــث (The Importance of the Research)

يتناول الباحث أهمية البحث من خلال بيان أهمية الموضوع والمجال الذي تتناوله الدراسة، وربطها بالمبررات والدوافع التي أدت إلى اختيار موضوع البحث.

وتتجلى أهمية البحث في الإضافات التي يهدف البحث إلى تحقيقها من الحقائق والمعلومات، والمساهمات في تقديم حلول ومعالجات جديدة.

رابعاً: أهـــداف البحـــث (Research Objectives)

تختص أهداف البحث في معرفة الواقع الفعلي لمشكلة البحث، والتصورات للحلول والمعالجات التي يهدف الباحث إلى الوصول إليها، والتعبير عنها في مجالات محددة تظهر أهداف البحث.

وقد يعبر عن أهدف البحث من خلال الغايات التي يعمل الباحث على تحقيقها نتيجة قيامه بالحث.

وفي حال تعدد أهداف البحث، يقوم الباحث بتقسيمها إلى اهداف رئيسية وأخرى فرعية، أو أهداف عامة ,أخرى خاصة.

وترتبط الأهداف بشكل مباشر بمحددات البحث.

وتمكن أهمية أهداف البحث في أنها تمثل وسيلة يتم من خلالها الاسترشاد على نجاح الباحث في تحقيق أهدافه. فهي تختص بالنتائج التي يتم التوصل إليها.

خامساً: محددات البحـــث (Scope & Limitation of the Research)

يقوم الباحث -في هذا الجزء -بتحديد المواضيع التي تضمنتها حدود الدراسة التي يقوم بها، من خلال تحديد مجالات الدراسة، نطاق تغطيتها، بعدها الجغرافي، والمفردات التي تعتمد عليها الدراسة. ويمكن تقسيمها على النحو التالي:

(1) الحدود الموضوعية(2) الحدود الجغرافية (المكانية)
وتشمل نطاق ومجال الدراسة، ومتغيراتها وبيئتها التي سيتم التركيز عليها، وعلاقتها بالمجالات والمتغيرات ذات العلاقة بمجال الدراسة الحالية.تختص بتحديد النطاق المكاني الذي تغطيه الدراسة، ووحدة التحليل التي اعتمدت عليها في مجال البعد الجغرافي.
(3) الحدود الزمانية(4) الحدود البشرية
وتتعلق بالفترة التي تم تغطيتها خلال الدارسة، وتم الاعتماد عليها في الوصول إلى نتائجها، مع إعطاء المبررات لذلك.وتشمل عدد الأفراد التي شملتها عينة الدراسة، التي سيم الاعتماد عليها في جمع البيانات المطلوبة.

تطبيق على الدراسة السابقة:

دراسة معدل الثانوية وعلاقته بمعدل التحصيل الدراسي لطلاب كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء: دراسة تحليلية خلال الفترة من (2010-2018).

  • الحدود المكانية: صنعاء – الأمانة – مديرية السبعين
  • الحدود الزمانية: الفترة المحددة ما بين 2010 – 2018.
  • الحدود البشرية: كافة الطلاب والطالبات المسجلين فعلياً بالكشوفات الرسمية لكلية التجارة بجامعة صنعاء، خلال فترة الدراسة (2010-2018).

سادساً: الدراســـات السابقــــة (Previous Related Studies)

يختص هذا الجزء في استعراض الدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع البحث، بهدف زيادة حصيلة الباحث من المعرفة، من خلال التعرف على نتائج لدراسات وأبحاث سابقة، والعمل على دراستها وتقييمها، بهدف الاستفادة منها، وفقاً لأساليب التوثيق العلمي المتبعة في البحث.

وتعد مرحلة مراجعة الدراسات السابقة من المحطات الرئيسية التي يمر بها الباحث، كونها تمثل مصادر معلوماتية وعوامل إيجابية، تسهم في تحديد أصالة البحث، والاستفادة من الأساليب والمعلومات التي تم استخدامها من قبل باحثين سابقين في نفس المجال، وتجنب أي أخطاء قد وقعوا بها في دراساتهم السابقة.

وتكمن أهمية مراجعة الدراسات السابقة في أنها تمثل أوجه يمكن الاستفادة من معلوماتها ونتائجها في دعم آراء ووجهات نظر ونتائج قد يتبناها الباحث في دراستها، مع ضمان المحافظة على الحقوق الفكرية لأصحابها.

وتشمل مراجعة الدراسات السابقة القراءة المكثفة الناقدة والدقيقة لكافة المصادر في موضوع ومجال البحث الحالي، التي تشمل كافة الرسائل العلمية والبحوث والكتب والدوريات وكافة الوثائق والاحصائيات المتاحة، والاستفادة منها في مجالات لها علاقة بالحث الحالي.

الجوانب الإيجابية في مراجعة الدراسات السابقة:

  1. تحديد أهمية وأصالة البحث الحالي: من خلال مراجعة الدراسات السابقة والتحري في فهارس البحوث، والمواضيع لأنظمة المعلومات للمكتبات ومراكز البحوث للتأكد من عدم تكرار موشوع البحث.
  2. تحدي الاستفادة من الأطر لمنهجية والنظرية الملائمة للدراسات الحالية.
  3. الاستفادة في بناء النموذج النظري والمعرفي لمفاهيم ومجالات موضوع الدراسة وأدوات جمع المعلومات، وأساليب التحليل المناسبة لها.
  4. الاستفادة من نتائج ومعلومات البحوث السابقة في دعم وجهة نظر الباحث: أو في دعم إضافات علمية توصل إليها لباحث، أو حالة نقد نتائج تلك الدراسات التي رجع إليها.

سابعاً: أسئلة وفرضيات البحـــث (Research Questions & Hypotheses)

وتعد نقطة الانطلاق في هذه المرحلة هي تحديد الأسلوب الذي اعتمد عليه الباحث في دراسته وتحليل مشكلة البحث.

فقد يستخدم الباحث أسلوب الأسئلة أو الفرضيات أو كليهما معاً، طبقاً لطبيعة مشكلة البحث وأهدافه، وذلك على النحو التالي:

(1) الأسئلة (2) الفرضيات (3) الفرضيات والأسئلة معاً
في حالة البحوث الاستكشافية أو التاريخية إذا كانب طبيعة الدراسة تحليلية أو تجريبية، تقوم على اختبار علاقات متغيرات مشكلة البحث. وذلك في بعض الحالات، بهدف تقديم دراسة تفصيلية عن موضوع البحث. وفي مثل هذه الحالات يجب على الباحث الإشارة إلى ذلك وتضمينها في أهداف البحث ومحدداته.

ملاحظة: الجمع بين أسلوب الأسئلة والفرضيات يتطلب من الباحث جهوداً إضافية ووقتاً أكثر في الاعداد لبناء الأداة، وفي عملية جمع البيانات والمعلومات، وكذلك في اختير أسلوب التحليل المناسب للدراسة.

1. أسئلــة البحــث (Research Questions):

وتشكل أسئلة البحث القاعدة الأساسية التي ينطلق منها الباحث في تحديد الإطار النظري والعملي للبحث.

وتصاغ الأسئلة بشكل تساؤلات محددة، بحيث تشمل متغيرات مشكلة البحث، من خلال اتباع أسلوب الأسئلة المفتوحة أو المقفلة أو كلاهما.

وعلى الباحث التخطيط السليم لبناء الأسئلة المقترحة، بحيث تشمل كافة متغيرات المشكلة أو توزيعها بين الأسئلة المقفلة والاسئلة المفتوحة.

ويتعمد تحديد أسلوب الأسئلة كوسيلة لجمع البيانات والمعلومات بدرجة أساسية على طبيعة الدراسة تجاه مشكلة الدراسة ومتغيراتها وطبيعة المعلمات المطلوبة.

ففي الدراسات الاستكشافية وفي الدراسات التحليلية أو التجريبية
حيث تكون المعلومات عن طبيعة الظاهرة محدودة لدى الباحث، فإنه يلجأ إلى أسلوب الأسئلة المفتوحة في الوصول إلى معلومات حقيقية لوصف أسباب ومتغيرات مشكلة البحث، وبالتالي فإن طبيعة المعلومات المطلوبة تكون ذات طبيعة كيفية وتفصيلية. حيث تتوفر معلومات كافية عن طبيعة الظاهرة قيد الدراسة، فإن طبيعة المعلومات المطلوبة تكون ذات طابع كمي أكثر، حيث يستفاد منها في تحليل طبيعة العلاقة بين متغيرات مشكلة البحث أو اختيار فرضياتها.

صياغــة أسئلــة البحــث:

تصاغ أسئلة البحث من خلال استخدام العبارات الواضحة، والمختصرة والمباشرة التي تستخدم لقياس عوامل ومتغيرات محددة.

  • ففي الأسئلــة المفتوحـــة: تبدأ الأسئلة بالكلمات الافتتاحية للأسئلة: (ما هي، ما أذكر، اشرح … الخ).

مثال:

ما هي الأسباب الرئيسية لتدني مستوى التعليم الأساسي في اليمن؟

  • وفي الأسئلـــة المغلقـــة: تصاغ على شكل عبارات مقترنة بإجابات متعددة امام كل فقرة، حيث يقوم المبحوث بالإجابة من خلال تحديد الاختيار المناسب لك عبارة حسب تقديره وخبرته. ويتم بناء قائمة العبارات التي تمثل الأسئلة المقفلة، ودرجة قياسها من قبل الباحث، بهدف قياس كافة متغيرات الدراسة.

وهذا يتطلب بذل جهوداً كبيرة خاصة، في تصميم درجات القياس، واختيار ملاءمتها وصحتها.

مقياس ليكرت Likert Scale:

يلجأ الباحثون إلى استخدام مقياس ليكرت (Liker Scale) المتعارف عليه، ذات القياسات المتدرج الخماسي (1-2-3-4-5)، أو السباعي (1-2-3-4-5-6-7)، من خلال التدرج تصاعدياً او تنازلياً في قياس درجة الأهمية الموافقة لعبارات الأسئلة المقفلة المحددة.

مثال ذلك:

السؤال12345
إلى أي مدى تتفق بأن استخدام الانترنت له علاقة بمستوى الطالب الجامعي.     

2. فرضيات البحث (Research Hypotheses):

الفرضية عبارة عن تفسيرات ورؤى مبدئية لحلول يعتقد الباحث بوجودها على نحو معين حتى يتم اختبارها والوصول إلى نتائج محددة تفسر العلاقة بين متغيراتها.

أو هي عبارة عن توقعات منطقية متعلقة بحلول ومعالجات لمشكلة البحث قيد الدراسة.

أو هي عبارة عن علاقات متوقعة بين متغيرين (أحدهما متغير مستقل والآخر، متغير تابع) أو أكثر، ويتم التعبير عنها بأسلوب العبارات والجمل القابلة للاختبار، أو بشكل جمل شرطية.

والفرضية تعتبر حقيقة، غير أنها لم تثبت بعد، فإذا تم اختبارها وتوفرت الأدلة والبراهين التي تؤيد صحتها فإنها تصبح حقيقة.

الأهميــة العلميــة للفرضيـــة:

تكمن أهمية الفرضية كونها تسهم في البناء النظري والمعرفي، حيث تسهم في تحقيق مزيا إيجابية تجاه بناء النظريات التي تقود إلى زيادة المعرفة العلمية. ويمكن الإشارة على تلك المزايا من خلال الآتي:

(1) تنظيم وتوجيه جهود الباحثين(2) تزويد الباحث بإطار عملي لجمع المعلومات(3) تمثل أداة لاختبار المتغيرات
(4) أداة فاعلة في البناء النظري(5) أساس لبناء المعرفة وتطويرها

مصادر الحصــول على الفرضيـــات، وعوامــل بنائهـا:

(1) الخبرة التراكمية والمعرفية للباحث(2) التصور الذهني والحدس والتخمين(3) اللقاءات والندوات العلمية
(4) الاطلاع والخبرة الواسعة للباحث(5) الاستفادة من تجاري الاخرين

صياغـــة الفرضيــات:

يمكن صياغة الفرضيات بأسلوب وجود علاقة (+ أو -)، أو عدم وجود علاقة بين متغيراتها.

وتصمم أساليب صياغة الفرضية لقيسا العلاقة بين متغيرين أو أكثر، أحدهما متغير مستقل: حيث يستخدم للتعرف على أثره من خلال وجود متغير آخر. والآخر متغير تابع: وهو المتغير المستجيب لتأثير المتغير المستقل.

وصياغة الفرضية مرتبطة بطيعة الدراسة والمعلومات التي تسعى إلى تحقيقها، فمثلا:

في الدراسات التحليلية والتجريبية في الدراسات التي تقوم على التحليل الاحصائي
تعمد الفرضيات التي تصف وجود علاقة بين المتغيرات في الوصول إلى معلومات تصف طبيعة المشكلة، وتفسر العلاقة بين متغيراتها. تعتمد على الفرضية الصفرية (العدمية) التي تستخدم لخبار الدلالة الإحصائية، بالاعتماد على النتائج التي تم التوصل إليها دون تحديد مسبق لوجود علاقة أو تحديد نوعها.

أساليــب صياغـــة الفرضيـــات:

يمكن صياغة الفرضيات من خلال العبارات الخبرية أو الجمل الشرطية، ومن خلال إظهار الفروق.

وتكون صياغة الفروض من خلال صياغة فرض النفي والفرض البدي (الاثبات):

  • فرض النفي: هو عبارة عن تعبير لغوي عن علاقة محددة بين متغيرين، وان تلك العلاقة تساوي صفر، حيث تصاغ بعدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائية عند مستوى ثقة (مثلاً 0.5%، وهو مستوى مقبول في الدراسات الاجتماعية) بين مجموعتين أو متغيرين.
  • الفرض البديل (الاثبات): وهو عبارة عن تعبير لغوي عن علاقة محددة بين متغيرين أو مجموعتين، ويعتمد على نتيجة اختبار فرض النفي، ففي حالة عدم تأكيد صحة العلاقة تقبل بالفرض البديل الذي يشير إلى وجود علاقة أو فوارق بين المجموعتين، وقد يصاغ من خلال وجود علاقة ذات دلالات إحصائية عند مستوى معني (0.5%) بين متغيرين.

صور العلاقات في صياغة الفرضيات

(1) علاقة طردية(2) علاقة عكسية(3) علاقة صفرية (عدمية)
مثال: توجد علاقة طردية (+) بين معدل الثانوية ومستوى التحصيل الدراسي لطلاب كلية التجارة والاقتصاد – جامعة صنعاء.مثال: توجد علاقة عكسية (-) بين معدل الثانوية ومستوى التحصيل الدراسي بكلية التجارة – جامعة صنعاء.مثال: لا توجد علاقة بين معدل الثانوية ومستوى التحصيل الدراسي لدى طلاب كلية التجارة – جامعة صنعاء.

أنـــواع الفرضيـــات:

(1) الفرضية المباشرة (2) الفرضية غير المباشرة
وهي التي يحاول الباحث صياغتها لإثبات العلاقة بين متغيرين، بحيث تكون العلاقة طردية أو عكسية. مثال:   – زيادة المواد الدراسية تؤدي إلى ارتفاع المعدل التراكمي (طردية) – زيادة عدد المواد الدراسية تؤدي إلى انخفاض المعدل التراكمي (عكسية) وقد تسمى بالفرضيات الصفرية (العدمية)، كن صياغتها على عدم وجود أي علاقة بين المتغيرات، في مثل هذه الحالة يقوم الباحث بصياغة الفرضية من خلال نفي وجود علاقة بين المتغيرين. مثال: عدد المواد الدراسية لا تؤثر على معدل الطالب التراكمي.

خصائــص الفرضيــات الجيــدة:

  1. البساطة والدقة في الصياغة: تشكل الفرضية بشكل واضح ومحدد، وبأسلوب مختصر ودقيق، لكي تحقق أهدافها في جمع المعلومات والوصول إلى نتائج.
  2. العلاقة العضوية بين الفرضيات ومشكلة البحث: حيث يجب أن تشمل صياغة الفرضية طبيعة العلاقة المباشرة بين متغيرات مشكلة البحث والتعبير عنها بصورة مباشرة ومحددة.
  3. إمكانية التحقق من الفرضيات: حيث أن صياغة الفرضية بصورة دقيقة يسمح بإجراء دراستها واختبارها، والتحقق من صحتها أو انفيها وفقاً للنتائج التي تم التوصل إليها.
  4. الواقعية: أي ان تنسجم الفرضية مع الحقائق العلمية، ويتوصل إليها الباحث من خلال القراءة الدقيقة والفاحصة، بحيث تحقق أهداف البحث.
  5. ارتباطها بالنظرية والإطار المعرفي الذي ينطلق منه الباحث: حيث يقوم الباحث بمراجعة الدراسات والنظريات في مجال دراسته، والاستفادة منها في تكوين الإطار المعرفي الذي ينطلق من خلاله في تحديد مشكلة البحث ومتغيراتها، والتعبير عنها من خلال أسلوب الفرضيات.
  6. إمكانية التحقق منها: حيث يقوم الباحث بصياغة الفرضية بصورة تسمح باختبارها وقياسها بمؤشرات إحصائية تكون قابلة للقياس.
  7. قدرتها على تفسير الظاهرة بصورة شاملة: حيث تظهر صياغة الفرضيات مدى قدرتها على وصف الظاهرة وتفسير متغيراتها بصورة يمكن فهمها ومحالة السيطرة عليها والتحكم بها.

الجوانـب الإيجابيــة النظريــة والتطبيقيــة لصياغــة الفــروض:

هناك جوانب إيجابية محددة تحققها فرضيات البحث، تتمثل في الآتي:

  1. تمكن الباحث من تحديد المشكلات الرئيسية والفرعية.
  2. تمكن الباحث من الاستفادة من الوسائل والأساليب الملائمة للبحث لذي يقوم به.
  3. توفر على الباحث الوقت والجهد.
  4. تمكن الباحث من الربط بين الفرضية والعمل في مجالها المحدد، فنتائج الفرضيات تقود إلى الربط بين الفرضيات الواقع الملموس.
  5. تدعم نتائج الفرضيات في الوصول إلى مشكلات جديدة، ومن ثم إلى معالجات لها.

ويمكن تلخيص خطوات البحث العلمي في الشكل التالي:

خطوات البحث العلمي
خطوات البحث العلمي

المكونــــات الأساسيــــة لخطــــة البحـــث

تمثل المكونات الأساسية لخطة البحث النموذج المعرفي النظري (او تصميم البحث النظري)، الذي سيعتمد عليه الباحث في تحديد المنهجية مصادر جمع المعلومات، والأداة المستخدمة في جمع البيانات والمعلومات اللازمة لدراسة مشكلة البحث، والوصول إلى نتائج تحقق أهداف الدراسة.

المرحلة الأولى: تحديد المشكلة وصياغتها

خلال هذه المرحلة، يتم التأكد من علاقة مشكلة البحث بموضوع الظاهرة، وربطها بمتغيرات الدراسة، للوصول إلى معالجات وحلول ناجعة للظاهرة قيد الدراسة. وكذلك القيام بالمهام التي تشمل تحديد دقيق لعنوان البحث، وبيان الإضافات العلمية والمعرفية.

المرحلة الثانية: مراجعة الدراسات السابقة

خلال هذه المرحلة، يتم مراجعة أهم الدراسات ذات العلاقة بموضوع البحث الحالي، والاستفادة منها في إظهار أصالة وجدة البحث وتحديد مجال موضوع الدراسة وأهدافها.

المرحلة الثالثة: صياغة الأسئلة / الفرضيات

خلال هذه المرحلة يتم تحويل المفاهيم والمتغيرات المتعلقة بمشكلة البحث إلى صورة عملية، والتعبير عنها من خلال أساليب الأسئلة والفرضيات، بهدف قياس تلك المفاهيم والمتغيرات والوصول إلى نتائج تحقق أهداف الدراسة.

الإطـــار المعرفـــي النظـــري لخطـــة البحـــث:

تتمثل المتطلبات الأساسية لخطة البحث في: إعداد مراحل الشعور بالمشكلة وتحديدها وصياغتها، وتحديد أهمية البحث وأهدافه ومحدداته، ومراحل صياغة الأسئلة والفرضيات.

ولكي تكتمل بقية المتطلبات لخطة البحث بصورة علمية، على الباحث تقديم تصورات ورؤى مقترحة، حول المنهجية التي سيستخدمها، ومصادر جمع المعلومات، وأساليب تحليل المعلومات، مقترنة بالتصورات المبدئية لهيكل البحث وتقسيماته، والمراجع التي سيعتمد عليها.

المرحلة الرابعة: تحديد منهجية البحث (Research Methodology):

بعد صياغة أسئلة وفرضيات البحث، تأتي مرحلة تحديد المنهجية التي يعتمد عليها الباحث، وتتكون من ثلاثة عناصر رئيسية: (1) (2) (3) تحديد المنهجية المستخدمة تحديد مجتمع البحث وعينة الدراسة تحديد أداة جمع البيانات والمعلومات Research Methodology Research Population & Sampling Means of Data Collection يقوم الباحث بتحديد المنهج الملائم من بين تلك المناهج المتاحة، مثل المنهج الوصفي التحليلي، أو التاريخي، أو التجريبي، اختيار منهج آخر في إطار تلك المناهج الرئيسية. يحدد الباحث مجتمع البحث الذي سيكون موضوع الدراسة، والعينة التي سيتم الاعتماد عليها في جمع البيانات والمعلومات اللازمة للتحليل، والوصول إلى نتائج البحث. يقوم الباحث بتحديد أداة جمع البيانات والمعلومات المناسبة واللازمة لإجراءات الدراسة. وبعد إقرار خطة البحث، يتوجب على الباحث – لإظهار جديته في القيام بخطوات البحث – أن يقرن تصوراته عن المنهجية وعينة البحث وأداة جمع المعلومات ببرنامج زمني مقترح لتنفيذ كافة خطوات ومراحل البحث.

قائمــة المصــادر والمراجــع:

يقوم الباحث بتقديم قائمة مرتبة ومصنفة عن كافة المصادر والمراجع التي رجع إليها، وتلك التي يخطط للاستفادة منه، ولها علاقة بالبحث الذي يقو مبه، مع تحديد الأسلوب الذي اعتمد عليه في التوثيق للهوامش والمراجع.

الشكل التالي يوضح المكونات الأساسية والداعمة لخطة البحث، والتي تمثل الإطار المعرفي النظري لخطة البحث:

الاطار المعرفي النظري لخطة البحث
الاطار المعرفي النظري لخطة البحث

المرجع: ملخص من كتاب أساليب البحث العلمي في مجالات العلوم الإدارية د. عبدالرزاق محمد قايد علي المراني

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى