أبحاث علميةملخصات

2. مفاهيم أساسية في البحث العلمي

هناك مفاهيم ومصطلحات أساسية ترتبط بالعمليات والأنشطة التي يقوم عليها البحث العلمي.

المفهوم (Concept):

المفهوم هو الوسيلة أو الرمز الذي يستخدمه الباحث في التعبير عن معاني أو أفكار لظواهر محددة، بهدف إعلانها بأسلوب مبسط ومفهوم للآخرين.

ويلجأ الباحث إلى التعريفات لإيضاح المعنى المقصود منها تحديداً.  ويشمل:

التعــــريف المفهومـــــيالتعــــريف الإجرائـــــي
ConceptualOperational
يختص باستخدام مفهوم لشرح مفهوم آخر. مثال: يمكن التعبير عن الذكاء من خلال قدرة الشخص على حل المشكلات. (تم استخدام مفهوم القدرة لشرح مفهوم الذكاء)يختص بعملية اختيار أو قياس المفهوم ذاته. مثال: لو أردنا أن نقيس بدقة قدرة الشخص التي تحدد معنى الذكاء، سنعتمد على خاصية القراءة لدى الشخص، لاختبار قدرته الاستيعابية لفهم محتوى كتاب معين، كوسيلة لاختبار قدراته.

اقرأ أيضاً: 1. البحث العلمي وخصائصه وأهدافه

البحــــث (Research):

هو عبارة عن تقصي حقيقة من الحقائق، أو مسألة ما، من خلال التفكير والتأمل والوصول إلى أهداف محددة. أو هو عملية منظمة لجمع البيانات والمعلومات وتحليلها بهدف الوصول إلى نتائج محددة.

البحث العلمــــي (Scientific Research):

هو مجموعة من الطرق والخطوات المنظمة والمتكاملة والهادفة، تستخدم في فحص وتحليل المعلومات الحالية بهدف الوصول إلى نتائج جديدة، تختلف هذه النتائج باختلاف أهداف البحث وخصائصه واساليبه.

الظاهـــرة (Phenomenon):

يقصد بها شيء محدد (سلوك أو حالة)، تثير اهتمام الباحث، ويمكن دراستها والوصول إلى نتائج تمثل معالجات وحلول لتلك الظاهرة، ويعبر عنها بأهداف يعمل الباحث على تحقيقها من خلال دراسته.

المشكلـــة (Problem):

تمثل مشكلة البحث حالة أو سلوك غير مرغوب به، ويحتاج إلى اخضاعها للدراسة للوصول إلى معالجات إزاءها. وتعد نقطة الانطلاق الحقيقية في البحث.

الفرضيــــة (Hypothesis):

هي مجموعة من المفاهيم والتغيرات التي يمكن استخدامها في وصف سلوك الظاهرة قيد الدراسة وفهمها، وبالتالي محاولة السيطرة والتحكم بها.

أو هي عبارة عن حلول وتفسيرات مؤقتة لمشكلة ما، يعتقد الباحث بوجودها، ويقوم بالتحقق عنها من خلال الدراسة والتجربة لمتغيراتها والوصول إلى نتائج تؤكد صحتها، أو صحة البديل عنها.

اقرأ أيضاً: 3. صفــات وخصائــص الباحــث العلمــي

وتصاغ الفرضيات من خلال أسلوب وجود علاقة بين متغيراتها، وذلك على النحو الآتي:

(الفرضية الإيجابية الطردي أو العكسية)(الفرضية العدمية)
وتكون العلاقة إيجابية (طردية أو عكسية) بين متغيرات الفرضية (متغير مستقل وآخر تابع (.حيث لا توجد علاقة بين متغيرات الفرضية.

وهناك فرق بين الفرضيات والافتراضات:

الفرضيــــاتالافتراضـــات
عبارة عن تفسيرات تصف طبيعة المتغيرات المتعلقة بالظاهرة قيد الدراسة، حيث يقوم الباحث بدراستها واختبارها والوصل إلى تائج محددة تفسر طبيعة العلاقة بين متغيرات تلك الظاهرة.تعد معطيات وثوابت يعتقد الباحث بوجودها، وتكون متصلة بالمواقف الإنسانية المختلفة، ولا يحتاج الباحث إلى اختبارها، وتكون مصادرها الاعتقاد الذي يصف ذلك السلوك المتعلق بالمواقف الإنسانية المحددة.
\

اقرأ أيضاً: 4. أخلاقيات البحث العلمي

المتغـــــيرات (Variables):

المتغير عبارة عن أي شيء قابل للقياس وله قيمة محددة، مثال: (دخل الموظف) كمتغير يمكن قياسه من خلال التعبير عنه بقيمة محددة.

وفي البحث العلمي هناك متغيران رئيسيان هما المتغير المستقل والمتغير التابع.

المتغير المستقـــل (الثابت)المتغير التابـــع (المستجيب)
Independent VariableDependent Variable
هو المتغير الذي يُحدث أثراً على المتغير التابع ويصف سلوكه، لذلك فالمتغير المستقل يُعد السب المفسر للمتغير التابع.هو المتغير المستجيب لتأثير المتغير المستقل، ويحدث فيه تأثير يمكن وصفها من خلال القيم المتخلفة للمتغير التابع.

العلــــــم (Science):

العلـــم: عبارة عن بناء شامل ومتكامل للمعرفة الإنسانية التي تقوم على قواعد وأسس علمية هادفة، تمارس من خلال أخلاقيات محددة، ويقوم على ربط الوسائل بالغايات والمدخلات المترابطة، التي تستخدم بهدف خدمة الإنسان وإشباع رغباته.

وظائف العلـــم:

الاكتشـــاف والتعبـــيرالتنبـــؤ العلمـــيالضبــط والتحكــــم
يقوم العلم على اكتشاف قوانين علمية تفسر الظواهر ذات الخصائص المتشابهة أو المترابط من خلال الملاحظة العلمية في رصد الظواهر واحداثها ودراستها بأسلوب علمي، والتعبير عنها بشكل فرضيات علمية تختص بمتغيرات تلك الظواهر والاحداث بشكل متغير.يقوم التنبؤ على القدرة في توقع الأحداث في ظل ظروف ومعطيات معينة، تجاه الظواهر التي تنظمها القوانين التي يتم اكتشافها من خلال البحث العلمي، والاستفادة منها في أخذ التدابير والمعالجات حال حدوثها مستقبلاً.يساهم العمل في عملية الضبط والتحكم تجاه تلك الظواهر والاحداث، بهدف السيطرة عليها والاستفادة من نتائجها لخدمة الإنسانية.

اقرأ أيضاً: 5. خطوات البحث العلمي

المعرفــة (Knowledge):

يمكن تعريف المعرفة على النحو الآتي:

المفهوم العام للمعرفةمفهوم المعرفة على المستوى الفردي
تمثل المعرفة الحصيلة التراكمية من الخبرات والمفاهيم والأساليب التي تشكل طبيعة الإدراك الإنساني.تمثل المخزون التراكمي من الخبرات والقدرات التي اكتسبها الشخص خلال فترة عملة الشخصي أو الرسمي.

أقسام المعرفة:

يمكن تقيم المعرفة بحسب نوعها وتخصصها.

(1) أقســـام المعرفـــة من حيــث النــوع:

(أ) المعرفة الثقافية العامــة(ب) المعرفة التخصصيـــة
يمثل هذا النوع من المعرفة الخبرات التي يحصل عليها الإنسان خلال فترة حياته من مصادره المتخلفة.يتميز هذا النوع من المعرفة بأنها دقيقة وتخصصية، وتشمل مجالات علمية أو مهنية أو حرفية، حيث تُمارس المعرفة هذه وفقاً لقواعد واجراءات محددة، وتكون مصادرها التعلم والتدريب والتأهيل المناسب.

(2) أقســـام المعرفـــة من حيــث التخصص:

(أ) المعرفة الحسية المادية(ب) المعرفة التأملية الفلسفية(ج) المعرفة العلمية التجريبية
يتعلق هذا النوع من المعرفة بقناعات مادية محددة، تقوم على أدلة كمية تتميز بإمكانية قياسها، وبالتالية يسهل فهمها بدقة.يتميز هذا النوع من المعرفة بعدم وجود اتفاق بين الأشخاص نحوها، كونها تفتقر إلى وجود أدلة محددة بشأنها، وبالتالي تتفاوت القناعات حول تفسيرها.تتميز بأنها قابلة للدراسة والتحقق بشأنها من خلال اتباع الطرق والإجراءات العلمية الملائمة لطبيعتها.

اقرأ أيضاً: 6. مناهج البحث في البحث العلمي

العلــــــم والمعرفـــــة فــي البحــــث العمــــي:

يمكن توضح الفرق بين العلم والمعرفة من خلال المقارنات الآتية:

العلـــــــــــــــــــمالمعرفــــــــــــــــة
العمل عبارة عن جهد إنساني منظم لهم وتفسير ظواهر محددة يقوم على الحقائق التي يمكن التأكد منها من خلال الملاحظة والتجربة.تشمل معارف علمية وأخرى غير علمية.المعرفة أشمل وأوسع من مفهوم العلم، تشمل المعرفة العلم والحقائق والآراء والمتقدات التي يكتسبها الانسان خلال فترة حياته، والاستفادة منها في استخدامها في فهم وتفسير الظواهر المحيطة به.

مصـــادر الحصـــول علـــى المعرفــــة:

اعتمد الانسان عبر مختلف العصور على عقلة وإدراكه في الحكم على الظواهر التي يشهدها في محاولة منه لفهم وتفسير أحداث تلط الظواهر والتعامل مع أحداثها. وفي سبيل ذلك اجتهد في تحديد مصادر الحصول على المعرفة، والتي تطورت أساليبها عبر الأزمنة المتعاقبة لتمثل مراحل تطور البحث العلمي حتى الوصول إلى طرقه العلمية الحديثة. ويمكن إجمال تلك المصادر (المراحل) في الآتي:

المرحلة الأولى: مرحلة المعرفة الحسية المرحلة الثانية: مرحلة المرجعية أو السلطة
اعتمد الانسان في هذه المرحلة على خبراته الذاتية، من خلال الاعتماد على أسلوب المحاول والخطأ للوصول إلى معرفة متعلقة بطبيعة الظواهر التي يشاهدها، بهدف فهمها وتفسير أحداثها خلال مراحل وفترات زمنية مختلفة. أوجه القصور في هذه المرحلة: الخبرة الذاتية للفرد والاعتماد على المحاولة لا تؤدي بالضرورة إلى الوصول إلى تفسيرات علمية تجاه الظواهر ومتغيراتها، مما يعني محدودية هذا المصدر في الحصول على المعرفة. اعتمد الانسان خلال هذه الفترة على الحكماء وأصحاب السلطة، كونهم مصادر للأعراف والتقاليد والثقة في الحصول على المعرفة. والمرجعية: تعني مرجعية القيم والأعراف والتقاليد، ومرجعية ذوي الاختصاص والمكانة القبلية. أوجه القصور في هذه المرحلة: محدودية هذا الأسلوب من حيث الخبرة والمعرفة التي تحتكرها مجموعها محدودة.محدودية الخبرة الذاتية لتلك المرجعيات في تفسير مختلف الظواهر التي تحيط بحياة الأفراد والمجتمعات المتطورة.
المرحلة الثالثة: مرحلة التدليل العقلي والمنطقي المرحلة الرابعة: مرحلة التفكير الاستقرائي
اعتمد الانسان في هذه المرحلة على التأمل والحوار المنطقي في فهم الظواهر، وهو ما قاد إلى ظهور أسلوب التفكير الاستدلالي أو الاستنباطي (Deductive). وأسلوب التفكير الاستقرائي: هو تبني تصورات عامة تجاه ظواهر محددة، حيث يعتمد الانسان على تلك التصورات، واستخدامها في استنباط أحداث (وقائع) فردية يشاهدها ويحاول فهمها. (الانتقال من المقدمات على النتائج) أوجه القصور في هذه المرحلة:  يعتمد على المقدمات، وبالتالي فإن أي خطأ في المقدمات سيؤدي إلى أخطاء في النتائج.يكرز على المعارف القديمة، ويهمل المعارف المتعلقة بالحقائق الجديدة. استخدم الانسان فهمه للتحقق من صدق المعرفة الجزئية بالاعتماد على الملاحظات والتجربة الحسية للوصول إلى نتائج محددة (معرفة كلية)، والوصول إلى تعميمات أو نتائج عامة. (التدرج من الخاص إلى العام) (الانتقال من الجزئيات بهدف الوصول إلى أحكام ونظريات عامة) أوجه القصور في هذه المرحلة: قد يكون استقراء ناقص لأنه يعتمد على عينة جزئية وتعميم نتائجها على كافة مكونات المجتمع للظاهرة قيد الدراسة.أي أخطاء ناتجة عن العينات الجزئية التي تم الاعتماد عليها سيؤثر على النتائج العامة وتعميمها.الاعتماد على هذا الأسلوب في التنبؤ يظل محدودا، كونه مرهون بصحة الجزئيات.
المرحلة الخامسة: مرحلة التفكــــير العلمــــي
وتسمى أيضاً بمرحلة (الطرق العلمية) (Scientific Inquiries) أو (المعرفة العلمية)، وتعد من أكثر المراحل ثباتاً وفاعلية للوصول إلى نتائج محدودة. هذه المرحلة تحقق تكاملاً بين التفكير الاستنباطي والتفكير الاستقرائي. حيث يعتمد الباحث في هذه المرحلة على التفكير الاستقرائي في الملاحظة على فهم طبيعة الظاهرة قيد الدراسة، والتعبير عنها من خلال الفرضيات، ثم الاعتماد على الأسلوب الاستنباطي في الانتقال من الفروض إلى التعميمات المنطقية لها، ثم أخيراً استنباط النتائج. هذه المرحلة تمثل المعرفة العلمية التي تمتاز باعتمادها على التحقق العلمي، أي مرحلة وضع الفروض وإجراء التجارب والاختبار عليها، ثم استخلاص النتائج. وتعد هذ المرحلة أكثر الطرق والمراحل دقة.

اقرأ أيضاً: 7. أسلوب العينات في البحث العلمي

خصائـــــص التفكيــــر العلمـــي:

(1) التخلي عن المعلومات السابقة(2) اعتماد الملاحظة الحسية(3) الاعتماد على القياس الكمي
يتوجب على البحاث الحيادية والموضوعية في تناول الموضوع الجديد كيلا يقوم بالتأثير على اتجاهات المعلومات التي يتم التوصل إليها.حيث أن اعتماد الملاحظة الحسية كمصدر أساسي يسهم في توجيه الذهن والحواس إلى اكتشاف ظاهرة حسية بهدف الكشف عن خصائصها، وبالتالي الوصول إلى معرفة جديدة.من خلال تحويل الكيفيات إلى كميات، والتعبير عنها بأرقام عديدة، بحيث يتم التعبير عن أصبحت الظواهر المشاهدة من خلال الرسوم البيانية والجداول الإحصائية.
(4) الموضوعية(5) الاعتقاد بمبدأ السببية (الحتمية)(6) التفكير العلمي
اعتماد التجربة في حسم أي اختلافات بين الباحثين، حيث يتم الاحتكام إلى النتائج التي تم التوصل إليها في فهم وتفسير طبيعة الظاهرة قيد الدراسة.أي أن لكل ظاهرة علّة أو سبب يؤدي إلى وقوعها، فالظواهر تنشأ نتيجة أسباب تؤثر عليها، وبدون تلك الأسباب يستحيل حدوث تلك الظواهر.يقوم التفكير العلمي على الملاحظة الحسية والتجربة العلمية في دراسة الظواهر الجزئية، بهدف وضع قوانين تفسرها، والكشف عن العلاقات التي تربط بينها من ناحية، وبين متغيرات الظاهرة مع غيرها من الظواهر المشابهة لها من ناحية أخرى.

اقرأ أيضاً: 8. أدوات جمــع البيانــات والمعلومــات

المرجع: ملخص من كتاب أساليب البحث العلمي في مجالات العلوم الإدارية د. عبدالرزاق محمد قايد علي المراني

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى