أبحاث علميةملخصات

6. مناهج البحث في البحث العلمي

منهــج البحـــث العلمـــي:

المحتويات عرض

ويقصد بمنهج البحث العلمي مجموعة القواعد والأساليب التي يجب اتباعها من أجل الوصول إلى نتائج تمثل حقائق علمية عن الظواهر التي يتم دراستها، وبالتالي تعميم تلك النتائج على الظواهر المشابهة في مختلف العلوم.

أو هو الطريق الذي يعتمد على التفكير الاستقرائي والاستنتاجي، ويستخدم أسلوب الملاحظة العملية في صياغة الفروض وإخضاعها للتجربة، بهدف الوصول إلى حل للطاعة حل للظاهرة قيد الدراسة، وتحقيق نتائج محددة بشأنها.

تعريـــف مناهـــج البحـــث العلمــــي:

المنهج العلمي يعتبر تحليل منسق ومنظم لكافة المفاهيم والعمليات العقلية والتجريبية التي يستخدمها الباحث، لتوجيه عملية البحث والوصول إلى نتائج محددة.

ويمكن تعريف المنهج العلمي بشكل عام، بأنه:

  • التقصي المنظم باتباع أساليب ومناهج علمية تحدد الحقائق العلمية بقصد التأكد من صحتها أو تعديلها أو إضافة الجديد إليها.
  • الطريق أو الأسلوب الذي يسلكه الباحث العلمي في تقصيه للحقائق العملي في أي فرع من فروع المعرفة، أو ميدان من ميادين العلوم النظرية والعملية.

مناهج البحث ورؤية المفكرين الإسلاميين والعرب:

تلك التعريفات (ووجهات نظر المفكرين الأوروبيين) تعد قاصرة لسببين:

  1. حصر تعريف البحث العلمي على المنهج التجريبي الذي يعتمد على الملاحظة الحسية، والتجربة في تعميم النتائج التي يتم التوصل إليها.
  2. تلك التعاريف تشير إلى القرن السابع عشر لبداية استخدام منهج البحث، في حين تدل الشواهد على استخدام المنهج قبل ذلك، حيث تعود إلى القرن الثاني الهجري.

بينما تؤكد المبادئ الإسلامية على المنهج التجريبي، بالإضافة إلى المناهج الفعلية والنقلية، التي نؤمن بمرحعيتها لتقدم مفهوم شامل للمعرفة، تشمل كل مطلق الإدراك، تطوراً كان أو تصديقاً، منظما كان أو غير منظم.

لذلك فمصادر المعرفة وفقاً للفكر الإسلامي تشمل: الوحي، الإلهام، العقل، والحس، وبذلك تشمل الجوانب المنظمة وغيرا لمنظمة.

إسهامات المفكر الإسلامي الماوردي في مناهج الحث العلمي:

يؤكد العلامة أبو الحسن الماوردي في كتابه (أدب الدنيا والدين) على:

أهمية الملاحظة والتمحيص والتدقيق في مسألة ما من عدة مصادر، في الوصول إلى نتائج ومعلومات تعكس حقيقة المسألة قيد الدراسة والاختبار، من خلال اتباع مراحل أساسية والوصول إلى أهداف البحث العلمي.

تعريف مناهج البحث العلمي (من وجهة نظر المفكرين العرب):

يعرف المنهج العلمي بأنه:

  • الطريقة التي تعتمد التفكير الاستقرائي والاستدلالي في استخدام أساليب الملاحظة العملية، وبناء الفروض والتجربة، بهدف الوصول إلى حل يمثل مشكلة الدراسة، الوصول إلى نتائج محددة.
  • طريق أو مسار محدد يعتمد عليه، بهدف الكشف عن الحقيقة في مختلف العلوم، من خلال تطبيق مجموعة من القواعد المتسلسلة التي تعمل على تنظيم مختلف الأفكار والعمليات، بهدف الوصول إلى نتائج محددة.

تعريف الكتاب:

البحث العملي هو: عملية تقص منظم يقوم على قواعد وأسس علمية، بهدف الوصول إلى حقائق، يتم التأكد من صحتها أو تعديلها بأسلوب علمي يقوم على المساهمة في زيادة المعرفة في مختلف مجالات العلوم الطبيعية والتطبيقية.

تصنيفات مناهج البحث العلمي:

تتعدد وجهات النظر حول تقسيمات مناهج البحث تبعاً لخلفية المفكرين ومجالات العلوم والدراسات التي يتناولون أنواع المناهج من خلالها، والتي تشمل (الفلسفة، علم النفس، العلوم التطبيقية، والعول الاجتماعية والإنسانية والإدارية).

تعدد المجالات أدى إلى تعدد التصنيفات تجاه مناهج البحث، فهناك من يرى أن التقسيمات لمناهج البحث تشمل:

منا هج البحث التاريخي، والوصفي (التحليلي) والتجريبي، وتندرج تحت هذا التقسيم مناهج فرعية مثل: المسوحات ودراسة الحالة وغيرها من بقية التفريعات.

تقسيمات مناهج البحث:

مناهج البحث تعتمد أساساً على الاستراتيجيات التي يركز الباحث عليها في تحديد طرق وإجراءات جمع وتحليل البيانات، تشمل تلك الاستراتيجيات: سياسات تشمل التجريب، المسح والمعاينة، دراسة الحالة، البحث الاجرائي والبحث الارشفي (التاريخي).

تلك التقسيمات تمثل تفاصيل الاستراتيجيات، تقود ‘لى تحديد ماهج متاحة في مجال البحث العلمي، تشمل مناهج البحث التاريخي، والتحليلي، والتجريبي، وتفريعاتها.

اقرأ أيضاً: 7. أسلوب العينات في البحث العلمي

أولاً: المنهـــــــج التاريخــــــــي (Historical Method):

يعد المنهج التاريخي أسلوباً علمياً يؤدي إلى معرفة الحقائق والأهداف المطلوب، بل واكتشافها، وذلك من خلال اعتماده على الملاحظة للظواهر المختلفة، والربط بينها لتكوين فكرة عامة عنها.

ويتند المنهج التاريخي على التاريخ، من خلال دراسة الماضي وأحداثه، والاسترشاد بذلك على فهم الحاضر ووقائعه، في الوصول إلى نتائج يمكن الاستفادة منها في التنبؤ بمستقبل الظاهرة فيد الدراسة، أو تطبيقها على ظواهر مشابهة.

أهمية المنهج التاريخي:

يعتبر المنهج التاريخي من المناهج العلمية لأهمية دوره في تكوين خلفية عن طبيعة الظاهرة قيد الدراسة، وتأصيل الأحداث والوقائع التي حدثت في الماضي، بهدف الاستفادة منها في أخذ العبر والأفكار عن تلك الأحداث والظواهر، وتبني المفيد منها في تطبيقها على أحداث وظواهر مشابهة في وقتنا الحاضر والمستقبل. ويمكن تحديد أهمية المنهج التاريخي في البحث العلمي في الآتي:

  1. يمثل المنهج التاريخي أهمية في معرفة أصول النظريات والحقائق العلمية، وظروف نشأتها ومراحل تطورها.
  2. الاستفادة من دراسة الأحداث والظواهر التي حدثت في الماضي، وأخذ العبر منها.
  3. ربط العلاقة بين الظواهر والمشاكل وبيئتها التي أدت إلى نشوئها.
  4. يُعد متطلباً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه في البناء النظري لي دراسة، حتى في المناهج الأخرى غير التاريخية.
  5. يمكن الاستفادة من خبرات الماضي ونتائج الدراسة السابقة في حل مشكلات معاصرة، بالاعتماد على خبرات الماضي.
  6. يُمكّن الباحثين من إعادة دراسة وتقييم الأحداق والنظريات والتعميمات التي تم التوصل إليها في الماضي، والاستفادة منها في وقتنا الحاضر.

هل يعتبر المنهج التاريخي منهجاً علمياً؟:

لانعم
هناك من يرى أن المنهج التاريخي قد لا يرقى إلى مرتبة المناهج العلمية، وحجتهم في ذلك: أن المنهج التاريخي لا يستخدم الملاحظ المباشرة والتجربة العلمية، نتيجة افتقاره إلى خاصية ضبط المتغيرات، ويعود السبب على أن الظاهرة التي يقوم بدراستها الباحث تتعلق بالماضي، ولا يمكن للباحث مشاهدتها، أو إدراكها في الوقت الحاضر.ويرى المخالفون للراي الأول أن تلك المآخذ غير دقيقة، ويمكن تلافيها (في حالة ظهور أي آثاراها)، من خلال اجتهاد الباحث في الاعتماد على الطرق العلمية في التحقق من مصادر المعلومات، وتعددها وتنوعها، تمهيداً لوصفها بدقة، والوصول إلى متغيرات محددة، تعكس أصول الظاهرة فيد الدراسة، والأسباب التي أدت إلى نشأتها، ومراحل تطورها.

هناك أسس وقواعد تدل على أهمية المنهج التاريخي، ومنهجيته العلمية

أسس وقواعد علمية تبين المنهجية العلمية للمنهج التاريخي:

  1. استخدام المنهج التاريخي يعتمد على تعدد وتنوع مصادر معلوماته، حيث يمكن التحقق من دقة المعلومات وارتباطها المباشر بالظاهرة فيد الدراسة، دون الاكتفاء فقط بدراسة الواقع والآحداث أو الاعتماد على أسلوب الوصف.
  2. الباحث يطبق الخطوات المراحل المنظمة والعلمية في سبيل الوصول إلى التعميمات التي يمكن الاستفادة منها في تقديم حلول ومعالجات لظواهر اخرى مشابهة، وهذه الخطوات هي نفسها التي يعتمد عليها الباحث في أي منهج من مناهج البحث العلمي.
  3. يُعد هذا المنهج من أكثر المناهج استخداماً في البحوث والدراسات العلمية، وتحديداً في تلك الظواهر المرتبطة بأحداث ووقائع الماضي، وفي مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية والإدارية.

خصائص المنهج التاريخي:

  1. يهدف المنهج التاريخي إلى تفسير تلك الأحداث التي سادت في الماضي، ودراسة علاقتها بعوامل وأحداث أخرى، بهدف الوصول إلى معرفة جيدة، أو تأكيد المعرفة القائمة (المتاحة).
  2. يعتمد على تحليل البيانات والمعلومات وتفسيرها على المراجع والوثائق الأساسية التي تتناول الأحداث في الماضي، بهدف الوصول إلى فهم عميق يقود إلى استنتاجات دقيقة وموضوعية.
  3. يعتمد على خطوات ومراحل البحث العلمي في الوصول إلى نتائج يمكن الاعتماد عليها في تفسير حقيقة مشكلة البحث المتعلقة بالظاهرة قيد الدراسة.
  4. جمع البيانات والمعلومات عن أحداث ووقائع تاريخية، تمثل الخطوة الأساسية في البحوث التاريخية، وبالتالي فإن هذه الوسيلة تمكن الباحث من الوصول إلى تفسيرات واستنتاجات علمية، تقود إلى النبؤ تجاه مختلف الظواهر التي يتم دراستها.
  5. يستند المنهج التاريخي على تعدد وتنوع المصادر للوصول إلى أصول المشكلة، ومراحل تطورها وأسبابها، مما يساعد الباحث في الوصول إلى عوامل متنوعة، في تفسير تلك الظواهر والأحداث التي تمثلها مشاكل البحث التي يتم دراستها.
  6. يُعد المنهج التاريخي من أهم الناهج العلمية الأخرى المتاحة، لتوفر فيه شرطان أساسيان هما:
  7. التحري من توفر المصادر الأولية والثانوية الأصلية، التي تتناول موضوع ومشكلة الدراسة.
  8. توفر المهارات والقدرات البحثية للباحث، والاستفادة منها في تدقيق تلك المصادر الأصلية، إضافة إلى تطبيق خطوات ومراحل البحث العلمي المتبعة في مختلف المناهج العلمية المتاحة.

مصاد المنهج التاريخي ونقدها:

(1) المصـــادر الأوليـــة

(أ) الوثائق والسجلات(ب) الآثار والمخطوطات(ج) شهود العيان
تشمل الوثائق والسجلات الرسمية التي تم كتابتها وتوثيقها، والسجلات غير المكتوبة (الشفهية) التي يحتفظ بها معاصرو تلك الفترة المتزامنة مع حدوث الظاهرة، القوانين والأنظمة والإحصاءات.تشمل كافة الآثار المدونة عن تلك الفترة، مثل المباني، والمخطوطات، الأدوات والملابس التي استخدمت فيها، ولها علاقة مباشرة بالظاهرة قيد الدراسة والتحليل.تشمل الرموز والشخصيات التي عاصرت تلك الفترة المتزامنة مع الظاهرة قيد الدراسة. (مراعات شروط خاصة مثل رجاحة الفكر والعقل المشهود لهم في التوثيق والمعلومات).

(2) المصـــادر الثانويـــة:

تشمل تقارير المشاهدات للأشخاص الآخرين، غير المشاركين في أحداث أو وقائع الظاهرة قيد الدراسة، بالإضافة إلى كافة الوثائق والتي والمخطوطات التي تم توثيقها وتخص الظاهرة، والتي تشمل: الصحف والمجلات التي ظهرت خلال نفس فترة وجود الظاهرة.المذكرات والسبر الذاتية لأشخاص تلك المرحلة المحددة.السابقة، والكتابات الأدبية، التي ظهرت في نفس الفترة، ولها علاقة مباشرة بالظاهرة المحددة.

نقد مصادر المعلومات في المنهج التاريخي:

النقـــد الداخلــــيالنقـــــد الخارجــــي
وتعلق هذا النقد بدقة محتوى الوثيقة ودرجة الثقة بمعلوماتها، ودراسة وتحليل النقاط الإيجابية والنقاط السلبية لمصادر تلك المعلومات، بأسلوب علمي وموضوعي. تتم عملية النقد الداخلي من خلال القيام باتخاذ التدابير الآتية: التحليل الإيجابي: فهم المعنى الحقيقي لتلك العبارات والألفاظ والرموز الواردة في المصدر.تحليل سلبي: معرفة مدى موضوعية تلك المصادر، ومؤلفيها، وذلك من خلال الإجابة على الأسئلة الآتية:ما مدى صدق وموضوعية الكاتب فيتناول المعلومات.هل كان الكاتب شاهداً على أحداث ووقائع الظاهرة أم تم اخباره عنها؟هل أساء عرض الحقائق عند كتابته للوثيقة؟ ومن خلال الإجابة على تلك الأسئلة، يمكن تحديد مدى صحة ودقة المعلومات والثقة بها.يتعلق هذا النقد بالتحقق من مصدر الوثيقة، وعلاقتها بالكاتب، ومقارنتها باللغة المستخدمة، والوسائل التي كانت سائدة في زمن الظاهرة، وذلك من خلال الإجابات على الأسئلة الآتية:
هل الكاتب هو نفسه كاتب الوثيقة؟
هل اللغة المستخدمة في الكتابة ملائمة للغة العصر، وقت الظاهرة المحددة؟
هل تم استخدام وسيلة تلائم طبيعة عصر الوثيقة؟
هل معلومات الوثيقة كانت معروفة في ذلك العصر؟
هل كان الكاتب مؤهلاً لكتابة الوثيقة؟
ستقود الإجابات على هذه الأسئلة إلى تحديد مدى دقة المعلومات لتلك المصادر.

اقرأ أيضا: 5. خطوات البحث العلمي

خطـــوات المنهـــــج التاريخـــي:

يعتمد المنهج التاريخي على نفس الخطوات التي تقوم عليها بقية المناهج العلمية الأخرى، من حيث البدء بتحديد المشكلة، ومتغيراتها، وإخراجها بصورة بحثية، والتعبير عنها من خلال أسلوب الأسئلة أو الفروض، ثم جمع البيانات وتحليلها، والوصول إلى استنتاجات محددة تعمل على فهم وتفسير الظاهرة قيد الدراسة.

غير أن المنهج التاريخي ينفرد عن بقية المناهج في مرحلة تحليل مصادر المعلومات. حيث يعتمد على كافة المصادر الأولية والثانوي، بعد مراجعتها ونقدها بأسلوب علمي، من خلال النقد الداخلي والنقد الخارجي لتلك المصادر والمعلومات، بهدف التحقق من دقة المعلومات والمصادر التي تم الحصول عليها، وربها ببيئتها الأصلية والتأكد منها.

مزايــا وعيـــوب المنهــج التاريخـــي:

أولاً: مزايـــا المنهج التاريخي:

  1. يتناول دراسة وتحليل الوقائع والأحداث التي سادت في الماضي تجاه مشاكل محددة، من خلال الدراسة ومحاولة إيجاد تفسيرات للوصول إلى قوانين تحكم سير الظاهرة.
  2. يعتمد على تعدد وتنوع المصادر، وإخضاعها للنقد الداخلي والخارجي، بهدف الوصول إلى معلومات دقيقة يمكن الاعتماد عليها في تفسير طبيعة الظواهر، التي تم دراستها، وتعميمها على ظواهر مستقبلية مشابهة، فظل توفر ظروف بيئية مناسبة.
  3. يساعد على الربط بين الدراسات للظواهر الماضية والحالية، والاستفادة من المعالجات التي تم التواصل إليها.
  4. تحديد العلاقة بين المشكلة / الظاهرة وبين العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي أدت إلى ظهورها.
  5. ينفرد المنهج التاريخي في دراسة ظواهر التطور الإنساني والطبيعي في شتى المجالات.

ثانياً: عيـــــوب المنهج التاريخي

  1. يمكن النظر إلى المعرفة التاريخية بأنها مجزأة وليست كاملة في وصف الظاهرة باستخدام المنهج التاريخي.
  2. صعوبة تطبيق المنهج العلمي في بعض الظواهر التاريخية، التي يصعب إخضاعها للتجربة.
  3. يُنظر إلى الأحداث والظواهر التاريخية بأنها أكثر تعقيداً وتشعباً، مما يصعب دراستها باستخدام هذا لمنهج.
  4. محدودية تعميم نتائج بعض الدراسات التاريخية، بسبب ارتباطها بظروف زمانية ومكانية محددة بالماضي.

اقرأ أيضا: 4. أخلاقيات البحث العلمي

ثانياً: المنهج الوصفي (التحليلي) (Descriptive Method):

يقوم المنهج الوصفي (التحليلي) على دراسة وتحليل ظاهرة محدد، بهدف الوصول إلى نتائج محددة تصف طبيعة الظاهرة، وتفسر متغيراتها.

ويعتبر المنهج الوصفي من أنسب المناهج العلمية استخداماً في دراسة الظواهر الاجتماعية، كونه يعتبر مظلة للعديد من المناهج والأشكال الفرعية لهذا المنهج.

يقوم المنهج الوصفي بالتركيز على البناء المعرفي لطبيعة المشكلة والظواهر قيد الدراسة، وجمع المعلومات من واقعها الفعلي، بهدف فهم وتفسير مكوناتها واسبابها، ثم تحليلها وعرضها بصورة نتائج محددة.

تعـــريف المنهج الوصفي:

تتعدد التعاريف التي تتناول مفهوم المنهج الوصفي، تبعاً لاختلاف وجهات نظر المفكرين ومجالات اهتماماتهم:

  • المنهج الوصفي هو أسلوب من أسليب التحليل الذي يقوم على توفير معلومات تفصيلية ودقيقة عن طبيعة الظاهرة فيد الدراسة، خلال فترة زمنية محددة، بهدف الوصول إلى نتائج محددة، تعمل على تفسير حقيقة تلك الظاهرة بطريقة موضوعية.
  • يُعد المنهج الوصفي أسلوباً علمياً، يقوم على رصد ومتابعة ظاهرة محددة، خلال فترة زمنية محددة، والتعبير عنها من خلال استخدام الطرق الكمية أو الكيفية، بهدف الوصول إلى نتائج وتعميمات تسهم في فهم الواقع وتطويره.

تعريف الكتاب:

المنهج الوصفي هو عبارة عن دراسة ظاهرة ما، من واقع بيئتها الفعلية، بهدف وصف طبيعتها، والمكونات الأساسية لها، ومتغيراتها، والتعبير عنها من خلال فرضيات محددة، تسهل عملية جمع البيانات والمعلومات المطلوبة، وتحليلها بهدف الوصول إلى تائج محددة، تفسر طبيعة تلك الظاهرة، وفي نفس الوقت الاستفادة من تلك النتائج في تبني معالجات لظواهر مشابهة.

خصائص المنهج الوصفي:

  1. يعتبر المنهج الوصفي بأنه من أنسب المناهج العلمية استخداماً في دراسة الظواهر الاجتماعية والإنسانية المختلفة، وذلك بفضل تعدد أشكاله وأنواعه التي تلائم طبيعة وأهداف مختلف الدراسات والبحوث العلمية.
  2. يتميز بمرونته في استيعاب أكثر منهج أو وسيلة فرعية، بهدف دراسة كافة الظواهر الاجتماعية والطبيعية.
  3. يتميز المنهج بالمعرفة المسبقة عن طبيعة الظاهرة قيد الدراسة، مما يفيد في فهم دقيق لمشكلة البحث، وتحديد طبيعة المعلومات المطلوبة، وأسلوب التحليل الملائم.
  4. يتصف المنهج بالواقعية، كونه يدرس الظاهرة المحددة في واقعها العملي، مما يساعد على الوصول إلى معلومات دقيقة وعملية عن طبيعة الظاهرة قيد الدراسة.
  5. يتطلب هذا المنهج المعرفة المسبقة بمعلومات الظاهرة، مما يفيد في الوصول إلى متغيرات واضحة ودقيقه تقود إلى فرضيات تعكس العلاقة الارتباطية بين متغيراتها.
  6. يعتمد المنهج الوصفي على الأسلوب الكمي والكيفي في دراسة الظاهرة، فالمنهج يعتمد على الأسلوب الكيفي (النوعي) في وصف طبيعة الظاهرة وبيان خصائصها ومكوناتها والعوامل المؤثرة عليها. في حين يعتمد المنهج أيضاً على الأسلوب الوصفي (الرقمي) لتوضيح طبيعة الظاهرة وحجمها وعلاقتها الارتباطية مع المتغيرات المكونة لها، وعلاقة تلك المتغيرات ببقية الظواهر الأخرى.

أنماط الدراسات الوصفية:

(1) دراسة الحالة(Case Study):(2) الدراسات المسحية (Survey):
يتم التركيز على وحدة الدراسة الأساسية، بهدف دراسة تفصيلية دقيقة عن طبيعة الظاهرة، ومن خلال الوصول إلى نتائج دقيقة ومحددة، يمكن تعميمها على المجتمع الكلي. ويمك أن تكون وحدة الدراسة فرد، جماعة، مؤسسة أو مجتمع محدد.يتم التركيز على الدراسة العلمية الدقيقة للمتغيرات المرتبطة بسلوك الأفراد أو الجماعات، وتظهر هذه الأنواع في الدراسات الإنسانية والاجتماعية، مثل دراسة أنماط السلوك والاتجاهات ودراسات الرأي العام … الخ.
(3) الدراسات التحليلية(Content Study):(4) الدراسات التطويرية (Development Study):
يتم التركيز على طبيعة الظاهرة متغيراتها وتحليلها وصولاً إلى نتائج تفصيلية عن طبيعة الظاهرة فيد الدراسة. ومن أمثلة الدراسات التحليلية: تحليل العمل (النشاط)، تحليل المحتوى، وغيرها.تختص بدراسة ظاهرة وتتبع تطورها خلال فترة زمنية طويلة، بهدف التوصل إلى نتائج تبين مراحل تطور الظاهرة قيد الدراسة، وأسبابها والتنبؤ بحالتها مستقبلاً، ونطاق تأثيرها على بقية الظواهر المحيطة. ومن أمثلة الدراسات التطويرية: دراسة ظاهرة تعثر الطالب الجامعي، ودراسة ظاهرة التسول، وظاهرة البطالة … الخ.

اقرأ أيضاً: 3. صفــات وخصائــص الباحــث العلمــي

خطـــوات المنهـــــج الوصفي في البحث العلمي:

  1. تحديد المشكلة: يتم الشعور والادراك بطبيعة المشكلة المراد دراستها، وتحديد أهميتها العلمية والعملية، من خلال جمع المعلومات عنها، لفهم طبيعتها وتحديد مكوناتها وأبعادها، ومن ثم تحديد متغيراتها والتعبير عنها من خلال صياغة المشكلة.
  2. صياغة المشكلة: يتم صياغة المشكلة والتعبير عن متغيراتها من خلال العبارات التقريرية أو على هيئة سؤال. والهدف من هذه المرحلة هو التأكد من علاقة المتغيرات المباشرة، والتعبير عن طبيعة تلك العلاقة في الفرضيات التي يتم بناؤها وإخراجها بأسلوب علمي.
  3. صياغة الفرضيات: وهو أسلوب علمي يتم من خلاله التعبير عن العلاقة بين المتغيرات المتعلقة بالظاهرة، وتحديد العلاقة الارتباطية بين متغيراته، وذلك من خلال أسلوب وجود علاقة (+ أو -) بين متغيراتها، أو أسلوب عدم وجود علاقة بين المتغيرات.
  4. اختيار عينة البحث: يتم تحديد عينة الدراسة من المجتمع الأصلي، وفقاً لمعايير تبني على أساس التمثيل ولتجانس بين عناصر ومفردات المجتمع الأصلي، حيث يتم اختيار عدداً محدداً وكافياً من المفردات لتمثل العينة التي يتم من خلالها اجراء الدراسة، والوصول إلى نتائج محددة، يمكن تعميمها على كافة مكونات المجتمع.
  5. تحديد أداة جمع البيانات والمعلومات: يتم تحديد الأداة المناسبة لطبيعة مشكلة الدراسة، وطبيعة العلاقة بين متغيراتها، بناء على مقارنة الأدوات المتاحة الأخرى، والنتائج التي تحققها كل أداة.
  6. تحليل البيانات والمعلومات: يتم تحديد السلوب التحليلي الملائم لطبيعة وأهداف الدراسة، بهدف الوصول إلى نتائج محددة، تفسر طبيعة العلاقة بين متغيرات الظاهرة فيد الدراسة.
  7. تحليل وتفسير النتائج: يتم تحليل النتائج التي تم التوصل إليها، وعرضها، بهدف الاستفادة منها في تفسير الظاهرة التي تم دراستها، أو في مجال تعميمها على ظواهر مماثلة.
خطوات المنهج الوصفي في البحث العلمي

مزايـــا وعيـــوب المنهــج الوصفـــي:

أولاً: مزايـــا المنهج الوصفي:

  1. يعتمد على أسلوب علمي في تتبع الظاهرة قيد الدراسة، وتتبع مراحل تطورها، مما يقود إلى تحقيق نتائج موضوعية.
  2. يتعالم عم المتغيرات في وضعها الطبيعي، مما يقود إلى صياغة سليمة للفرضيات، ويسهل عملية اختيارها.
  3. مرونة المنهج في استخدام مناهج وأساليب أخرى، مثل أساليب الاستقراء والاستدلال في الوصول إلى تعميمات دقيقة.
  4. النتائج التي تم التوصل إليها باستخدام هذا المنهج تقد حقائق ومعلومات دقيقة عن طبيعة الظاهرة، يمكن الاستفادة منها في التعامل مع ظواهر أخرى مماثلة، وفي ظل توفر ظروف معينة.
  5. استخدام المنهج الوصفي في تقديم تفسير وتحليل للظواهر المختلف يسهل فهم العوامل المؤثرة عليها، وبالتالي السيطرة عليها.
  6. يُعد من أكثر المناهج استخداماً في العلوم الاجتماعية والإنسانية، لمرونته وملائمته لدراسة مختلفا لظواهر التي تواجه الانسان.
  7. تتميز معلومات ونتائج هذا المنهج بأنها مرتبة، مصنفة، منظمة، وتحقق أهداف البحث والوصول إلى تعميمات واستنتاجات لتطور الظاهرة قيد الدراسة.  

ثانياً: عيـــــوب المنهج الوصفي:

  1. تعتمد المعلومات التي تم الحصول عليها على دورة وجدية الباحث، وبالتالي فإن احتمالية الحصول على معلومات خاطئة يكون احتمالاً وارداً.
  2. فرص تحيز الباحث في جمع المعلومات وميوله إلى مصادر منتقاة، قد يقود إلى نتائج خاطئة.
  3. صعوبة اثبات الفرضيات في الدراسات الوصفية، مما يقلل من أهمية استخدام هذا المنهج.
  4. يختص المنهج الوصفي في الدراسات الوصفية بزمان ومكان محددين، وبالتالي توجد صعوبة في تعميم نتائج تلك الدراسات.
  5. محدودية قدرة الدراسات الوصفية على التنبؤ، نتيجة صعوبة بعض الظواهر الإنسانية والاجتماعية.

اقرأ أيضاً: 2. مفاهيــم أساسيــة في البحــث العلمــي

ثالثاً: المنهج التجريبي (Experimental Method):

يعد المنهج الوصفي من أهم المناهج العلمية المستخدمة في البحث العلمي في جمع البيانات والمعلومات، كونه يقوم على الملاحظة الدقيقة، والتجربة العلمية، إضافة إلى الأهمية التي ينفرد بها عن بقية المناهج العملية الأخرى في ضبط المتغيرات، وبالتالي إمكانية دراسة تأثير المتغيرات على مشكلة البحث بدقة، والوصول إلى نتائج محددة ودقيقة.

ويعتمد هذا المنهج على الملاحظة العلمية والتجربة الموضوعية، واتباع خطوات التفكير العلمي في الوصول إلى نتائج محددة، تقوم على الأدلة والبراهين والمعلومات التي تم اختيارها، والتأكد من صحتها.

أهميــة المنهــج التجريبــــي:

  1. خضوع كافة المتغيرات المتعلقة بالدراسة والتجربة لعوامل الضبط والتحكم، وفقاً لأساليب وقواعد علمية.
  2. يمكن الاعتماد على نتائج الدراسة، بعد فحصها ومقارنتها بالفرضيات التي تختبر صحتها، وتكرار نتائجها.
  3. لا يـتأثر بآراء وميول الأشخاص القائمين بالدراسة (تحيز)، مما يزيد من أهمية النتائج التي يتم التوصل إليها.
  4. يتميز بمرونته في التحكم بالعوامل المؤثرة على الدراسة، وتحديد وقت وزمن حدوث الظاهرة، مما يزيد من درجة تنظيمها ودقتها في تحقيق أهدافها المحددة.

ملاحظة: استخدام المنهج التجريبي من قبل الباحثين يعد محدوداً نتيجة ارتفاع تكاليفه في الاعداد والتصميم والتهيئة.

خصائـــص المنهـــــج التجريبـــــي:

(1) تحليل وتفسير متغيرات الظاهرة بصورة علمية(2) الوصول إلى نتائج تتصف بالموضوعية والصدق والثبات
يقوم الباحث بالتهيئة لبيئة حدوث الظاهرة دون الانتظار لها، وبالتالي فإنه يعمل على تصميم ظروف ملائمة لاختيار الظاهرة المحددة، ثم يقوم بتحليلها بالاعتماد على النتائج التي تم التوصل إليها.يستطيع الباحث – باستخدام المنهج التجريبي خاصة فيا لعلوم التطبيقية – دراسة الظواهر وقياسها بشكل دقيق وعلمي، من خلال الاعتماد على التجارب المعملية، والتحكم بالمتغيرات التي تؤثر على سير الظاهرة، مما يزيد على نتائج ذات درجة عالية من الدقة والموضوعية.
(3) انطباق مزايا المنهج التجريبي على مجال العلوم الاجتماعية والإدارية(4) اتباع خطوات علمية دقيقة
تتسم طبيعة متغيرات الظواهر التي يتم دراستها في المجالات الاجتماعية والإدارية بشيء من التعقيد والتشعب، والاختلاف من حيث الزمن، ونوعية أفراد العينة المدروسة. ويستطيع الباحث التغلب على تلك الصعوبات والعمل على تهيئة البيئة المناسبة لتصميم اختبار تغيرات الظاهرة، وفقاً لأسس وقواعد المنهج التجريبي، وبالتالي الوصول إلى نتائج صحيحة نسبياً، يمكن الاعتماد عليها في وصف الظاهرة وتفسير متغيرات.يقوم المنهج التجريبي على الملاحظة العلمية الحسية، وضبط متغيرات الظاهرة قيد الدراسة، مما يتيح للباحث القيان بإجراء الاختبار على المتغيرات المحدودة الخاضعة للتجربة والقياس، وعزل أي عوامل أخرى، يمكن أن تؤثر على عملية الاختيار، وبالتالي الوصول إلى نتائج دقيقة، يمكن الاعتماد عليها في تفسير ظاهرة مشابهة في ظل ظروف بيئية مناسب.

أنواع تصميمــــــات المنهـــــج التجريـــــبي:

تتعدد أنواع تصميمات للمنهج التجريبي تبعاً لتنوع واختلاف طبيعة الظواهر قيد الدراسة، غير أن أكثر الأنواع استخداماً هي تصميم المجموعة الواحدة، تصميم المجموعتين، وتصميم المجموعات المتعاقبة.

(1) تجربة المجموعة الواحدة يتم اختيار مجموعة واحدة للاختبار، من خلال اختيار أفراد المجموعة قبل إجراء التجربة، بهدف قياس المتغير التابع، ثم إجراء التجربة بعدها، وقياس تأثير المتغير المستقل، وذلك من أجل قياس التغيرات، من خلال مقارنة النتائج قبل وبعد التجربة، وتحديد الفروق التي تحدث نتيجة تأثير أفراد المجموعة بالمتغير المستقل. (إن وجدت)

مثـــال:

اختيار عدد (50) طالباً من طلاب قسم الإدارة بكلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء، ومعرفة معدل التحصيل العلمي لفصل دراسي محدد، حيث قياس للمتغير التابع.

(2) تجربة المجموعتين المتكافئتين يتم اختيار مجموعتين متكافئتين من حيث الخصائص والنوع والجنس، بهدف الحصول على أفراد عينة متماثلة (متجانسة)، ويتم تحديد المجموعة الأولى بمجموعة ضابطة، والمجموعة الثانية مجموعة تجريبية، ثم يتم اجراء التجربة لاختيار الفرضيات، ورصد أي تغيرات حدثت نتيجة إجراء التجربة والوصول إلى نتائج تمثل الفروق بين المجموعتين، وهي في نفس الوقت تمثل تأثير المتغير المستقل على المتغير التابع.

مثـــال:

يتم اختيار مجموعتين من طلاب قسم الإدارة (كل مجموعة 50 طالباً)، يتمتعون بخصائص متجانسة، من حيث العدد (25 طالب و25 طالبة في كل مجموعة)، حاصلين على تقدير (جيد جدا) في الفصل المحدد، ويمثلون الأعمار بين (18 – 25).  ويتم تحديد المجموعة الأولى بمجموعة ضابطة، والمجموعة الثانية مجموعة تجريبية، ثم يتم اجراء التجربة لاختيار الفرضيات

(3) التجربة على عدة مجموعات متعاقبة هذ النوع يشبه الاختبار لمجموعتين من حيث شروط التماثل بين المجموعات وتقسيمها إلى مجموعة ضابطة وأخرى تجريبية. والفرق أنه في حالة المجموعات المتعاقبة يتم تناوب المجموعات حتى يتم اختبارها، وتطبيق العامل التجريبي على كل مجموعة، والتعاقب في المجموعات يتم بحيث تكون المجموعة الأولى ضابطة، وفي المرة الثانية تكون تجريبية، وهكذا حتى يتم اختبار كل المجموعات تحت التجربة.

مثـــال:

نفس مثال تجربة المجموعتين المتكافئتين، غير أنه يتم تناوب المجموعات حتى يتم اختبارها، بحيث تكون المجموعة الأولى ضابطة، وفي المرة الثانية تكون تجريبية، وهكذا حتى يتم اختبار كل المجموعات تحت التجربة.

المرتكــزات الأساسيــة التي يقــوم عليهـــا المنهــج التجريبــــي:

لكي يقوم المنهج التجريبي بإجراء اختبار علمي منظم، فهناك عوامل أساسية يستند إليهاـ، تعمل على تنظيم خطواته بصورة تحقق أهداف الدراسة، وتلك العوامل الأساسية تشمل النقاط الآتية:

(1) تحديد العامل المتغير(2) تحديد العامل التجريبي
ويمثل هذا العمل مشكلة الدراسة التي تقوم التجربة عليها، ويسمى بالمتغير التابع الذي سيخضع للدراسة والقياس من خلال التجربة. (أو المتغيرات التابعة في حالة وجود أكثر من متغير).ويمثل هذا العامل المتغير المستقل، وهو العامل الذي يحدث تأثيراً على العوامل الأخرى (متغيرات أخرى)
(3) المتغيرات المتداخلة(4) عملية الضبط والتحكم
هذه المتغيرات التي يبدأ تأثيرها من بدء التجربة، وهي عوامل مساعدة في إبراز تأثير العامل المستقل على العامل التابع.وهي عملية يقوم بها الباحث أ والمشرف على إجراء التجربة، وتتم بناء على تحديد المغيرات المستقلة والتابعة، وتشمل المهام الآتية: عزل المتغيرات والعوامل المؤثرة على إجراء الدراسة (المتغيرات المستقلة المحددة في الدراسة).التحكم في مقدار العامل التجريبي (المتغير التابع والخاضع للدراسة والاختبار).

اقرأ أيضاً: 1. البحث العلمي وخصائصه وأهدافه

خطـــوات ومراحـــل المنهـــج التجريبـــــي:

يتميز المنهج التجريبي بأنه يقوم على خطوات ومراحل علمية منظمة في تحديد مشكلة البحث، بناء الفرضيات واختبارها، والوصول إلى نتائج تفسر طبيعة العلاقة بين متغيرات الظاهرة قيد الدراسة. وتتكون خطوات ومراحل المنهج التجريبي من الآتي:

  1. ملاحظة المشكلة وتحديد متغيراتها: من خلال قيام الباحث بالملاحظة الحسية لمشكلة البحث بدقة، ومعرفة كافة أبعادها وأسبابها الرئيسية، لكي يتم التعبير عنها من خلال أسلوب الفرضيات التي يتم الاعتماد عليها في قياس متغيرات مشكلة البحث.
  2. مرحلة بناء الفرضيات: يقوم الباحث ببناء الفرضيات، بالاعتماد على الأسس النظرية الدقيقة لمتغيرات الظاهرة، بأسلوب يسمح باختبارها من خلال التجربة العلمية التي تؤكد صحتها أو نفيها.
  3. تصميم التجربة وتحديد نوعها وأدوات القياس: يقوم الباحث بتحديد نوع التجربة من بين الأنواع المتاحة التي تحقق أهداف الاختبار، بعد ذلك يتم تصميم وتعبئة الاختبار الملائم لاختبار الفرضيات.
  4. تحديد عينة الدراسة ومكان ووقت التجربة: يتم تحديد المجتمع ومعايير اختيار أفراد العينة وحجمها، بناءً على معايير التجانس بين أفرادها، بهدف اختيار مجموعات متجانسة تساعد في إجراء ضبط المتغيرات، وتقسيمها إلى مجموعات ضابطة وأخرى تجريبية.
  5. إجراء اختبار تجريبي: يقوم الباحث بإجراء تجربة أولية لاختبار تصميم الاختبار، واختبار أدوات القياس للمجموعة التجريبية لقياس أثر المتغير المستقل على المتغير التابع، بهدف التأكد من دقة النتائج ودرجة ثقتها، من خلال استخدام اختبار الدلالة لمدى الثقة.
  6. إجراء الاختبار: يتم إجراء التجربة وفقاً لتصميمها، وملاحظة أي فروقات بعد إجراء الاختبار، خاصة فيما يتعلق بالعوامل التجريبية، ليتم مقارنتها مع المجموعات الضابطة، وفي حالة وجود أي فروق فإن تلك التغيرات تمثل تأثر المتغيرات المستقلة على المتغيرات التابعة.
  7. تعميم النتائج: بعد تحليل تلك النتائج التي تم التوصل إليها ومقارنتها بالفرضيات التي تختبر متغيراتها، يتم التأكد من صحة العلاقة بين تلك المتغيرات وتعميم نتائجها.
خطوات ومراحل المنهج التجريبي في البحث العملي ومهام كل مرحلة

مزايـــا وعيـــوب المنهــج التجريبــــي:

أولاً: مزايـــا المنهج التجريبي:

  1. قيام خطوات ومراحل المنهج على أسس وقواعد علمية، تقود إلى نتائج علمية دقيقة يمكن تعميمها.
  2. يعتمد المنهج على اختبار الفرضيات من خلال التجربة العلمية، مما يعكس أهمية وانتشار استخدامه في تحليل الظواهر والمشكلات في مجلات العلوم الطبيعية والاجتماعية.
  3. يعمل على الكشف عن طبيعة العلاقة السببية بين متغيرات الظاهرة، كونه يقوم أساساً على التجربة العلمية الميدانية والمخبرية، قياس الفروق التي تحدث نتيجة تأثير المتغير (المتغيرات) المستقلة على المتغيرات التابعة.
  4. يعتمد المنهج على تهيئة تصميم مناسب للاختبارات وفحص مقاييس المتغيرات الخاضعة للدراسة، مما يسهم بدرجة كبيرة في الوصول إلى نتائج صحيحة ودقيقة يمكن الاستفادة منها في تأكيد صحة الفرضيات أو نفيها.
  5. يمتاز هذا المنهج عما عداه بإمكانية تحديد عوامل ومكان ووقت التجربة، مما زيد من درجة صحة النتائج التي يتم التوصل إليها، وإمكانية تكرار التجربة في دراسات مستقبلية.
  6. يمكن تطبيق المنهج التجريبي على حالات ومشاكل عدة من خلال تعميم تصميماته، من خلال الاعتماد على الملاحظة والتجريب في الوصول إلى معالجات وحلول لمشاكل حالية.

ثانياً: عيـــــوب المنهج التجريبي:

  1. يحتاج تطبيق المنهج التجريبي إلى خبرات، مهارات وقدرات بحثية عالية، وعدم توفر أياً من تلك المتطلبات قد يؤثر على النتائج التي يتم التوصل إليها.
  2. صعوبة وجود تماثل كامل في العينة والمجموعات التي تخضع للتجربة، حتى في ظل استخدام تصميم المجموعتين المتكافئتين، فإن احتمال عدم وجود تماثل كامل بين العينتين وأفراد المجموعتين (خاصة المجموعة التجريبية) بالإضافة إلى احتمال عدم السيطرة الكاملة على العوامل التي تؤثر على التجربة قد يؤدي إلى عدم الوصول إلى نتائج دقيقة.
  3. ظهور أخطاء متعلقة بالرقابة على إجراء التجربة نتيجة افتقار الباحث إلى المهارات المطلوبة، أو لميول ورغبة في إنجاح التجربة، كونه يشرف عليها، مما يؤثر سلباً على النتائج التي يتم التوصل إليها.
  4. أخطاء متعلقة باختيار عينة مناسبة لأفراد المجموعات، والتي بدورها ستؤثر على النتائج المتوصل إليها.
  5. أخطاء متعلقة بالتجربة، وتشمل أخطاء عدم كفاية ودقة المقياس، وأخطاء متعلقة بتحديد وقت وزمان إجراء التجربة، وكلها تؤدي إلى الحد من فاعلية النتائج التي يتم التوصل إليها.\
  6. أخطاء متعلقة بتحيز المبحوث نتيجة اكتشاف أي من أفراد العين بأنه خاضع للتجربة، مما يقوده على تغيير نمط سلوكه أو ميوله لإنجاح التجربة بدافع المعرفة الشخصية بالباحث، الخوف من عدم نجاح التجربة التي يشترك بها، مما يؤثر على دقة النتائج التي يتم التوصل إليها من خلال التجربة.
  7. صعوبة تعميم نتائج المنهج التجريبي عندما تكون العينة غير ممثلةـ إضافة إلى تركيز المنهج على المعارف الحالية، وليس جديد، وبالتالي فإنه يصعب تعميم النتائج التي يتم التوصل إليها.

رابعاً: مناهج بحث أخرى:

إضافة إلى المناهج العلمية السابق ذكرها والتي شملت مناهج البحث التاريخي، والوصفي التحليلي، والتجريبي، والتي تعتبر الأكثر استخداماً، هناك مناهج أخرى قد تستخدم كمناهج رئيسية في البحث العلمي، أو قد تمثل تقسيمات ضمن تلك المناهج الرئيسية. ومن أهم هذه المناهج ما يأتي:

(1) المنهـــج الاستقرائـــــي (أو أسلوب الاستقراء) (Inductive Method):

هو أسلوب علمي يعتمد على الانتقال من الأمور والقضايا الجزئية إلى القضايا والمفاهيم والمعاني الكلية. حيث يقوم على علمية ملاحظة الظواهر قيد البحث والدراسة، وتجميع البيانات المتصلة بها، بهدف التوصل إلى مبادئ عامة وعلاقات كلية (دراسة ظاهرة جزئية، ومن ثم تعميمها على كل الظواهر). وينقسم إلى نوعين هما:

1) الاستقراء الكامل        2) الاستقراء الناقص

(2) المنهــــج الاستنباطـــي (المنهج الاستدلالي) (Deductive Method):

هو أسلوب تفكير يعتمد على الانتقال بالأمور والقضايا الكلية إلى والقضايا الجزئية، ويعتمد على الانتقال من الكليات إلى الخاص. عسكر المنهج الاستقرائي). حيث يقوم على أسلوب مفاده انطباق القانون أو القواعد بصفة عامة على الجزئيات المكونة لها. وتبدا عملية الاستنباط من النظريات أو المسلمات كقاعدة عامة، ومن ثم يستنبط منه ما ينطبق على الجزء قيد البحث، من خلال تطبيق القاعدة العامة. (أي مان يصدق على الكل يصدق على الجزء)

المراحل الأساسية لخطوات المنهج الاستنباطي:تقسيمات المنهج الاستنباطي:
المقدمة المنطقية الكبرى
المقدمة المنطقية الصغرى
النتيجة
الاستدلال القياسي
الاستدلال الاستقرائي

المرجع: ملخص من كتاب أساليب البحث العلمي في مجالات العلوم الإدارية د. عبدالرزاق محمد قايد علي المراني

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى